3500 سائح روسي سيَصِلون إلى شرم الشيخ أسبوعيا

الأربعاء, 26 ديسمبر 2018


رغم حظر الطيران الروسي من سيناء.. 
3500 سائح روسي سيَصِلون إلى شرم الشيخ أسبوعيا


في محاولة لكسر حظر هبوط الطائرات الروسية في مطار شرم الشيخ المصري أعطت الحكومة الروسية الضوء الأخضر لشركة بيغاس الروسية للسياحة (بيغاس توريستيك) لتسيير رحلات إلى مطار إيلات الإسرائيلي يتم بعدها نقل الركاب عبر حافلات إلى طابا (على بعد 13 كلم) ومنها إلى شرم الشيخ عبر تنسيق مصري روسي صهيوني.
وكانت موسكو قد علّقت الرحلات الجوية بين مصر وروسيا في نوفمبر 2015 بعد أيام من تفجير طائرة روسية فوق سيناء عقب دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ متجهة إلى سان بطرسبورغ الروسية وعلى متنها 224 شخصاً قتلوا جميعاً في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي يناير 2018 سمحت موسكو بإعادة رحلات الشركات الرسمية بين  موسكو والقاهرة فقط لتحلق أول رحلة بين المطارين في 12 أفريل 2018. ويتحتم على السياح الروس استخدام رحلات محلية للوصول لمنتجعات البحر الأحمر بعد ذلك. لكن التكاليف المرهقة جعلت الآلاف يحجمون عن السفر لمصر من الأساس.
لكن ذلك تغير الآن بعد ابتداع طريق أفضل.
يقول سامح سالم المدير التنفيذي للشركة في تصريح لموقع عربي بوست إن رحلات السياحة الروسية من موسكو وعدة مدن روسية أخرى أصبحت تأتي عبر مطار إيلات. تهبط الطائرات هناك ثم تتحرك الرحلات عبر أتوبيسات تابعة لشركتنا تعبر الحدود المصرية الإسرائيلية ثم يتم تسكينهم في فنادق في طابا وشرم الشيخ ودهب في جنوب سيناء.
وأضاف: هذا الإجراء مستحدث لحل إشكالية حظر الطيران الروسي في شرم الشيخ ولو تم إلغاء حظر الطيران سوف نُحول رحلاتنا لمطار شرم الشيخ فوراً فما نفعله الآن حل مؤقت .
والرحلات التي تتبع شركة بيغاس تأتي على متن طائرات تابعة لشركة Nordwind Airlines  وهي شركة طيران روسية خاصة أنشئت في العام 2008 ولا يُسمح لطائراتها بالهبوط في مطار القاهرة الذي يسمح فيه للطيران الرسمي الروسي فقط حسبما يقول سالم.
ويعاني قطاع السياحة في مصر من انخفاض أعداد السياح بشكل حاد في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد إسقاط الطائرة الروسية لكن الأشهر القليلة الماضية شهدت عودة ملحوظة للسياح في شوارع مصر.
وأكّد مسؤول أمني مصري في جنوب سيناء: نأمل أن تكون الخطوة تمهيداً لعودة الرحلات للمنطقة بشكل كامل. نبذل قصارى جهدنا لتلبية المتطلبات الأمنية للجانب الروسي فيما يتعلق بالمطار .


محاولات مضنية حتى الموافقة
وقال سالم إن محاولات كثيرة جرت لتسيير رحلات إلى شرم الشيخ عبر إيلات لكن الحكومة الروسية رفضت مراراً ذلك قبل أن توافق أخيراً.
وأوضح أنّ أول رحلة انطلقت في يوم 5 ديسمبر ثم 8 و15 بواقع رحلتين كل يوم. واعتباراً من يوم 25 ديسمبر إلى منتصف ماي ستكون هناك ثلاث رحلات.
وأشار إلى أن  السياح الروس يتجهون إلى شرم الشيخ فقط نظراً لبعد المسافة عن الغردقة. ويُنقل ما يقرب من 1000 سائح روسي في الأسبوع وسيرتفع العدد إلى 3500 سائح ابتداء من 25  ديسمبر.
كما قال ممثل الشركة في شرم الشيخ عادل حسني إنّ رحلات السياح الروس تنحصر ما بين شرم الشيخ وطابا وأن الحافلة تستغرق نحو 3 ساعات لعبور الحدود رغم قصر المسافة وذلك بسبب الترتيبات الأمنية .
وأشاد حسني بالحكومة الروسية التي قدمت دعماً لوجيستياً لتلك الرحلات مشيراً إلى أن الجريدة والوكالة الرسميتان في روسيا تحدثتا عن وجود رحلات تنظمها شركتهم إلى مطار إيلات.
وأوضح حسني: القرار لا يتعارض مع قرار الحظر ونأمل قريباً أن تعود الرحلات عبر مطار شرم الشيخ ونظن أن قرارنا ربما يسرع في استئناف الرحلات فنحن نتحدث هنا عن قرابة 4 آلاف روسي سيروّجون للسياحة المصرية في شرم الشيخ عند عودتهم إلى بلادهم ما سيخلق صورة إيجابية عن المدينة .
وذكر حسني أن القرار جرى بتنسيق مع السلطات في مصر ومع المسؤولين التنفيذيين والأمنيين في محافظة جنوب سيناء وكان هناك تعاون وتقديم للتسهيلات من جانب محافظ جنوب سيناء بجانب تنسيق مع الجانب الإسرائيلي الذي تهبط طائرات الشركة على أرضه.
وقال إنّ السلطات على الجانبين تعاونت معنا بشكل يسير وسلس وذللت كل العقبات .
وعن الاستعداد لرأس السنة قال حسني: السياحة الروسية لم تأت إلى مصر منذ ثلاث سنوات ونحن بدأنا منذ شهر واحد فقط مبيعات الرحلات حيث بيعت نسبة 40 بالمائة من الرحلات ونتوقع يوم 23 ديسمبر أن يكون هناك إقبال أعلى من ذلك .
وقال عاملون في قطاع السياحة لـ عربي بوست إنّ الأمور لن تعود إلى نصابها إلا بعودة الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ والغردقة خصوصاً اللتين كانتا قبلة السياحة الروسية في مصر.
وتستقبل الغردقة على ساحل البحر الأحمر آلاف السياح معظمهم من الروس والألمان والأوكرانيين كما يعيش فيها عدد كبير من الأجانب بشكل دائم خصوصاً الروس. وتضع الكثير من المحال في الغردقة لافتات تعريفية بالروسية وأكثرها الصيدليات ومحال الهدايا.
وقال علاء الذي يدير منتجعاً صغيراً في طابا إنّ السائح الروسي هو أهم سائح في جنوب سيناء على الإطلاق .
وتابع: هناك سياح روس هناك سياحة. غاب السياح الروس غابت السياحة .
وأوضح في تصريح لموقع عربي بوست أنّه من المبكر الحديث عن أثر هذه الرحلات على انتعاش السياحة في جنوب سيناء خاصة مع انخفاض الأرقام التي تشير إليها بيغاس .
وقال ضاحكاً: بيغاس تتحدث عن 10 آلاف سائح بحد أقصى تقريباً حتى رأس السنة. فيما كنا نستقبل نحو نصف مليون سائح في هذه الفترة .
وأشار علاء إلى انتعاش السياحة الصهيونية حالياً في جنوب سيناء في طابا ودهب.


عودة الشتاء الروسي؟
يبدأ الموسم السياحي الشتوي في مصر من منتصف أكتوبر وينتهي في منتصف ماي من كل سنة. وتتوقع وزارة السياحة جذب ما يصل إلى مليوني سائح روسي مع عودة الرحلات الجوية الروسية المنتظمة إلى القاهرة.
وقال علاء إن السياحة الشاطئية في مصر متعلقة بالروس. حيث كانوا يأتون بأعداد كبيرة جداً وهو ما كان يسبب انتعاشاً كبيراً في قطاع السياحة في مصر .
وتعد بيغاس من كبرى الشركات السياحية التي تعمل في السوق المصرية إذ بلغ عدد السياح الروس الوافدين من خلالها إلى مصر في 2014 قبل إعلان حظر الطيران نحو مليون سائح. وبلغ عدد السائحين الروس الوافدين خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2015 وقبل حادث سقوط الطائرة نحو 800 ألف سائح روسي.
وتأمل الحكومة المصرية استئناف رحلات الطيران العارض (الشارتر) الناقل الرئيسي للحركة السياحية الوافدة للبلاد حتى تستعيد الحركة السياحية الروسية وتيرتها السابقة.
وذكرت تقارير صحفية سابقة أن هناك شركات كانت تنظم رحلات في 2015 بعد حادث الطائرة عبر مطار إيلات.
وبرغم آمال شركة بيغاس أن تعود السياحة الروسية قريباً إلى مصر عبر مطار شرم الشيخ إلا أن تقارير صحفية ذكرت أنه بعد زيارة تفقدية لمطاري شرم الشيخ والغردقة اللذين يستقبلان غالبية السياحة الروسية أبلغت السلطات الروسية نظراءها في مصر أنهم لا يشعرون بجاهزية المطارين وعدم كفاية الإجراءات التأمينية لإعادة الطيران المباشر بين روسيا والمطارين.  
وأنفقت مصر نحو 60 مليون دولاراً في المرحلة الأولى لدعم منظومة تأمين المطارات بأحدث الأجهزة حسب تصريحات سابقة لوزير الطيران المصري السابق شريف فتحي.
وقال علاء الذي يدير أيضاً متجرين للهدايا في دهب: في النهاية الأمور حالياً أفضل كثيراً بالطبع وهناك تفقد روسي دائم للمطارات وهو ما يعطي انطباعاً أن الأمور قد تعود لسابق عهدها قريباً. ذلك ما نحلم به للتعافي من خسائر الثلاثة أعوام السابقة .