طقوس احتفالية متميزة في غرداية

الاثنين, 07 يناير 2019

بعد ترسيم 12 يناير يوما وطنيا من قبل رئيس الجمهورية
طقوس احتفالية متميزة في غرداية
لا يزال الإحتفال بيناير رأس السنة الأمازيغية الجديدة بمنطقة ميزاب (غرداية) وفق التقاليد والطقوس العريقة التي احتفظت بها المنطقة مع مرور الزمن بكل اعتزاز والتي ظلت تقاوم التحولات التي يشهدها العصر بمنطقة ميزاب ليلة 6 و7 يناير من كل سنة على أساس مرجع ذي بعد زراعي يعتمد على دورات مختلفة للنباتات إذ يعلن عن انطلاق الموسم الشتوي للسنة الفلاحية بهذه المنطقة التي تتميز بمناخها الجاف حسب ما أوضح أعيان أمازيغيون بهذه المنطقة.
ت. يوسف

يشكل الإحتفال بيناير بمنطقة ميزات بولاية غرادية والذي يصادف أيضا انتهاء حملة جني التمور مرحلة حاسمة لمراجعة الوضعية البيئية لواحات النخيل وإعلان بداية عملية تنظيف أشجار النخيل المنتج كما تتمثل هذه العملية في قطع بآلة حادة أو فأس جريد النخل اليابس والسيقان والبقايا الجافة وليف النخيل وبقايا السيقان المزهرة للسماح للتربة المحافظة على رطوبتها وأيضا على العناصر المغذية وأيضا بغرض التقليل من أخطار الحرائق كما تشمل هذه العملية كذلك السواقي التقليدية وغيرها من شبكات تقسيم مياه سقي واحات النخيل حسبما أوضح هذا الخبير في أشغال الموسم الزراعي. 
وبالنسبة لعمي عمر من حي بلغنم فإن يناير يرتبط بالتقويم الزراعي والذي يتسم بإيقاع الفصول ويثير الإنسجام بين الحياة البشرية والحياة النباتية ويخضع لنفس القوانين ولذات التقلبات الطبيعية كما ان وللإحتفال باستقبال السنة الأمازيغية الجديدة تتهافت العائلات الأمازيغية بولاية غرداية على إعداد مقادير أصلية لإعداد الطبق التقليدي رفيس وهو الطبق الذي لا يستغنى عنه في إحياء يناير. 
ويحتفل في كل سنة بيناير على طريقة الأجداد وبنفس الحماس والإعتزاز وأيضا بنفس مشاعر التأمل وبتحضير أطباق خاصة بالمناسبة تعد بكل عناية لإحياء ليلة السنة الأمازيغية التي تبشر بسنة جديدة مليئة بالسلم والرفاهية كما يحضر طبق رفيس الذي يعد من الأكلات التقليدية المفضلة لدى السكان عادة بمواد ذات لون أبيض (سكر وسميد وحليب) حيث تقوم ربات البيوت طيلة الليل بإعداد أرغفة غير سميكة التي يتم فيما بعد تفتيها على شكل قطع صغيرة تطهى عن طريق البخار قبل جمعها في طبق واحد ودهنها بالسمن الطبيعي وترصيعها بحبات العنب المجفف والبيض المغلي. 
ويجتمع حول طبق الرفيس كافة أفراد الأسرة ليلة 6 إلى 7 يناير من كل سنة التي ترمز إلى يناير وجرت العادة أيضا أن تتزين هذه القعدة العائلية بسينية الشاي وهي فرصة لتوطيد العلاقات الأبوية والدفئ العائلي كما تعد أيضا هناك ميل للإحتفال بيناير على أوسع نطاق سيما بعد ترسيم 12 يناير يوما وطنيا من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في إطار إعادة الإعتبار للثقافة والتراث والقيم والتقاليد الأمازيغية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الثقافة بمختلف تنوعاتها. 
وبرمجت عديد التظاهرات الإحتفالية بحلول السنة الأمازيغية الجديدة عبر مختلف المؤسسات التربوية بولاية غرداية بمبادرة من وزارة التربية الوطنية بغرض غرس في أوساط المتمدرسين تاريخ وثقافة الجزائر بشتى تنوعاتها كما أوضح مسؤولو القطاع. 
وأشاروا أيضا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت 2019 سنة دولية للغات الشعوب الأصلية تحت شعار أهمية لغات الشعوب الأصلية من أجل بلوغ التنمية المستدامة وبناء السلام وتحقيق المصالحة بهدف المحافظة على اللغات الأصلية وإحيائها.