دليل جديد للتكفل بداء السل في الجزائر

الجمعة, 22 مارس 2019


وفق توصيات المنظمة العالمية للصحة
دليل جديد للتكفل بداء السل في الجزائر


كشف مسؤول البرنامج الوطني لمكافحة السل بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الأستاذ سفيان علي حلاسة عن وضع دليل جديد للتكفل بهذا الداء وفق توصيات وتوجيهات المنظمة العالمية للصحة والمبنية اساسا على الكشف المبكر عن الفيروس لمعالجته. 
وأكد ذات المسؤول في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة مرض السل المصادف لـ24 مارس أن المنظمة العالمية للصحة وضعت توجيهات جديدة لمكافحة مرض السل قصد تحقيق اهداف التنمية المستدامة التي سطرتها منظمة الأمم المتحدة ما بين 2016 و2035 للقضاء على هذا المرض وهو ما تسعى اليه الجزائر من خلال وضع دليل جديد يتماشى مع هذه الأهداف . 
وتهدف هذه التوجيهات الجديدة من جانب آخر ـكما أضاف الأستاذ علي حلاسة- إلى الكشف عن داء السل لدى محيط الحالة المؤكدة وعلاجها مبكرا قبل ظهور المرض عكس ما كان معمولا به خلال السنوات الماضية أي الكشف عن الفيروس النائم ولا يتم علاج المرض إلا بعد ظهوره . 
 ولدى تطرقه إلى الوضعية الوبائية بالمجتمع أشار نفس المسؤول إلى تسجيل أكثر من 23 الف حالة سل بصنفيه الرئوي المعدي (7032 حالة) وخارج الرئة اي الغددي (16025 حالة) خلال سنة 2018 وتظهر هذه الوضعية انتشار الصنف غير المعدي وتراجع المعدي منه الذي يعد اكثر خطورة . 
وأوضح بالمناسبة أن البرنامج الوطني لمكافحة الداء يضع الصنف الغددي في مقدمة الأولويات من حيث التكفل بالتشخيص المبكر والعلاج والذي بالرغم من انه لا يشكل خطورة على الصحة العمومية إلا أن نتائج العلاج المحققة إلى حد الآن لا زالت لم ترتق بعد إلى الأهداف المرجوة . 
وتعود عوامل الإصابة بهذا الداء الذي ينتشر على الخصوص بمناطق الهضاب العليا ذات الطابع الرعوي -كما ذكر- إلى استهلاك الحليب الطازج ومشتقاته. 
كما لاحظ ذات المسؤول تسجيل نسبة 8ر5 بالمائة من داء السل الرئوي لدى الأطفال وبالرغم من أن هذه الوضعية بعيدة عن النسبة التي سجلتها المنظمة العالمية للصحة أي 10 بالمائة من مجموع الإصابات العالمية واصفا هذه الوضعية بالمقلقة جدا نظرا إلى هشاشة النظام المناعي لهذه الفئة من جهة وبقاء الفيروس بأجسامهم لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 سنة بعد تعرضهم إلى العدوى من طرف الكبار من جهة اخرى . 
وأكد في ذات السياق أن عدم التحكم في الوضع يعود بالدرجة الأولى إلى صعوبة الكشف عن الفيروس لدى هذه الشريحة وعزلها عن بقية أفراد المجتمع كما ان هذه الحالات تستدعي المكوث بالمستشفى لمدة معينة. 
وذكر بالمناسبة بإحصائيات المنظمة العالمية للوضعية الوبائية لداء السل والتي تشير إلى تسجيل أكثر من 10 ملايين إصابة عبر المعمورة مؤكدا بأن الوضعية الأكثر خطورة حسب المنظمة الأممية هي انتشار الداء لدى الأطفال بنسبة 10 بالمائة . 
كما أظهرت الإحصائيات أن نسبة 11 بالمائة من الحالات تعاني في نفس الوقت من فيروس فقدان المناعة المكتسبة ومرض السل يضاف إلى ذلك مقاومة اكثر من 450 الف حالة سل للأدوية الحالية مما يطرح مشكل بالنسبة للعلاج مستقبلا اذا لم يتوصل العلم إلى انواع جديدة للأدوية. 
وقد حذرت المنظمة العالمية للصحة من هذه الوضعية التي قد تؤدي إلى تفشى الفيروس ثانية وعودة العالم إلى الوضعية الوبائية التي عاشها خلال سنوات الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. 
وأج