وثائق تكشف خطة داعش الجديدة

الأحد, 24 مارس 2019

بعد سقوطه بالعراق وسوريا
وثائق تكشف خطة داعش الجديدة
كشفت وثائق عثر عليها شرقي سوريا بعد سقوط دولة البغدادي أن تنظيم داعش المتشدد الذي مُني بهزيمة كبيرة في سوريا والعراق مؤخرا وضع خططا لعملياته المستقبلية في أوروبا في وقت يلا يزال بحث جايا عن البغدادي
ق.د/وكالات
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية   في وقت سابق من السبت عن تمكنها من السيطرة على آخر معقل كان يتحصن فيه مسلحو تنظيم داعش في بلدة الباغوز شرقي نهر الفرات في سوريا.
إلا أن سقوط داعش في العراق وسوريا لن يشكل على ما يبدو نهاية لهذا التنظيم المتشدد إذ كشفت الوثائق التي عثر عليها في آخر معاقله شرقي سوريا عن تحضيرات لتسليح وتمويل متشددين وخلايا نائمة في أوروبا.
ووصف المصادر الإعلامية جاء في الوثائق من خطط بأنها تقشعر لها الأبدان وتضمنت أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم بالإضافة إلى مراسلاتهم التي عكست وجود نظام بيروقراطي داخل التنظيم.
وفي رسالة مكتوبة في جانفي موجهة إلى زعيم داعشي محلي في سوريا يظهر اسم أبو طاهر الطاجيكي الذي لديه خطة لمساعدة أعضاء داعش في أوروبا على شن هجمات وتجنيد أفراد من الخارج إلى سوريا.
وتقول الرسالة المكتوبة إن لدى الطاجيكي أفرادا يريدون العمل في مناطق بعيدة عن العراق وسوريا وتعطيه الإذن بالتواصل معهم من أجل تنفيذ عمليات داخل أوروبا.
وتشير الرسالة التي تم العثور عليها في قرص مدمج يحتوي على عشرات المراسلات إلى طلب الإذن لإنشاء مكتب للعلاقات الخارجية لإدارة عمليات داعش في أوروبا وغيرها من المناطق.
وتقول الرسالة: قبل أن ينفذوا العمليات يرسلون لنا الأهداف إن كان التواصل آمنا وإلا فلينفذوا. ولن نقصر معهم بما يحتاجون ولكن الأمر يحتاج إلى واقعية ومصداقية .
وتظهر الوثائق أن الطاجيكي كان يعتزم تقديم خططه إلى لجنة أرسلها زعيم داعش أبو بكر البغدادي لكن تم تأجيل الاجتماع بعد مقتل أحد أفراد اللجنة. وفي الرسالة يسأل كاتبها عن فرصة أخرى لتقديم الاقتراح.
ويُعتقد أن البغدادي يقبع في مخبأ صحراوي سري مع كبار مساعديه بين العراق وسوريا ويتنقل بين الفينة والأخرى في محاولة للتخفي عن الأنظار في منطقة لا تغادرها طائرات التحالف ضد التنظيم المتشدد.
أين يختبئ أبو بكر البغدادي؟
ولقد أثار الإعلان عن سقوط تنظيم داعش المتشدد في آخر معاقله في سوريا شرقي الفرات الكثير من التساؤلات بشأن مصير زعيمه أبو بكر البغدادي المتواري عن الأنظار منذ سنوات.
وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها البغدادي في عام 2014 بعد أن تمكن تنظيم داعش آنذاك من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا كان يقطنها 7 ملايين شخص.
ويعد البغدادي هذه الأيام واسمه الحقيقي إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري من أكثر المطلوبين في العالم لا سيما من الولايات المتحدة الأميركية التي تقود تحالفا ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
وراجت تقارير عدة خلال السنوات القليلة الماضية بشأن مصير البغدادي فمنها ما ذكر أنه أصيب خلال المعارك ومنها ما ذكر أنه قتل لكن أي من هذه التقارير لم يتم التأكد من صدقيتها لا سيما مع تشتت التنظيم إلى فلول وخلايا نائمة.
لكن كثيرين يرجحون اختباء البغدادي الذي يبلغ من العمر 47 عاما حاليا في صحراء البادية الشاسعة في سوريا التي تمتد من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا.
ويعزو مراقبون وجود البغدادي في هذه المنطقة إلى أن ابنه حذيفة قتل في صحراء البادية السورية في يوليو الماضي من جراء غارة روسية بصواريخ موجهة ويعتقدون أن الابن كان رفقة أبيه.
ولم يظهر البغدادي الملقب بـ الشبح على الملأ منذ ألقى خطبة في مسجد النوري الشهير في مدينة الموصل شمالي العراق عام 2014 وبعدها لم يعثر له على أثر.
ويعتقد أن البغدادي يتنقل رفقة 3 أشخاص هم شقيقه الأكبر جمعة وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري الذي عرفه منذ الطفولة وساعيه سعود الكردي.
واستبعد مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن يكون البغدادي مختبئا في بلدة الباغوز شرقي سوريا آخر معقل حررته القوات الكردية بدعم أمريكي من تنظيم داعش المتشدد.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية رصدت مبلغ 25 مليون دولار أمريكي لمن يدلي بأي معلومات تسهم في الوصول إلى البغدادي وكذلك زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
من  الهجمات الأرضية إلى الهجمات التويترية


والتنظيم الذي لم يعد له أي مناطق سيطرة في سوريا والعراق سوى بعض الجيوب في الصحراء كثّف على نحو مفاجئ نشاطه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر .
فلقد قام أنصار التنظيم عبر تويتر بما يطلقون عليه الغزوات الإلكترونية وهي عبارة عن نشر مقاطع من إصدارات التنظيم من خلال التعليقات على حساب المشاهير لا سيما الخليجيين.
وتصدرت هذه الفيديوهات الردود الأولى على تغريدات غالبية المشاهير والحسابات الإخبارية التي تحظى بمتابعة كبيرة.
واتهم مغردون استخبارات دولا عربية وغربية بالمساعدة في نشر هذه الفيديوهات كونها موجهة ضد المجتمعات الخليجية بالتحديد.
ووفقا لمنشورات في مجموعات موالية لتنظيم الدولة فإن سرايا خاصة من أنصار التنظيم يعملون بشكل منظم على غزو حسابات المشاهير في تويتر بهذه الفيديوهات وبأخبار التنظيم اليومية.
يشار إلى أن هذه الحسابات لا تمكث بعد إنشائها أكثر من ساعات إذ تقوم إدارة تويتر بمجهودات مكثفة لإغلاقها.
كما بات أنصار التنظيم محاصرين في تطبيق تلغرام الذي كان ساحة لهم خلال السنوات الماضية ما دفع العديد منهم إلى الانتقال لمنصة تدعى روكيت .