جاكيندة أرديرن النجاشية النيوزيلندية

الاثنين, 25 مارس 2019


شخصية عظيمة أدارت الأزمة بكفاءة واقتدار
جاكيندة أرديرن.. النجاشية النيوزيلندية


محمد مصطفى حابس


كتبت الواشنطن بوست في افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان العالم ينظر - بإعجاب كبير - إلى جاكيندة أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا كيف تفانت في إسعاف مواطنيها واجراء تغييرات حتى في بعض ثوابت سياسة بلادها فيما يخص اقتناء وبيع السلاح بأنواعه وذلك بعد الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مجزرة حقيقية في بلادها قُتل فيها ما يقارب 50 ضحية من المسلمين والتي كان مصرحها مسجدي مدينة كرايس تشيرش ثالث أكبر مدينة تقع في الجهة الجنوبية لجزيرة نيوزيلندا. 
وأشادت الصحافة الغربية بهدوء وشجاعة بل بتعاطف ورباطة جأش رئيسة الوزراء الشابة في تسيير شؤون الأزمة
وقالت عنها يومية واست أستراليان في لحظات الأزمات تظهر قيمة الزعماء رغم أنها حديثة عهد بقيادة دولتها وحزبها معا إلا أن جاكيندا أرديرن تتمتع بشعبية منقطعة النظير منذ خوضها حملة تشريعيات عام 2017 على رأس حزب العمال النيوزيلاندي وعمرها لا يتجاوز37 سنة إذ تعد أصغر من يشغل هذا المنصب العالي في الدولة النيوزيلندية منذ عام 1856
كما أثارت موجة من التعاطف في جميع أنحاء العالم ببساطة صورها المتعددة والتي تظهر فيها السيدة جاكيندا وهي حزينة ومستاءة بشكل واضح تتنقل من هنا لهناك معانقة لعائلات الضحايا وباكية أحيانا كأنها منهم حارسة على تغطية شعرها بخمار أسود أثناء زياراتها للجالية المسلمة في المقبرة والمسجد دون أي تكلف ولا بروتوكلات النفاق السياسي الذي نعرفه عند بعض ساسة دول الغرب في أوروبا وأمريكا عموما.
من جهتها عددت مجلة لونوفل أوبسرفاتور الفرنسية في عدد هذا الأسبوع عشرة أمور قالت إنها تميز رئيسة الوزراء النيوزيلندية وينبغي للعالم الاعتراف بها لهذه السيدة الفاضلة وذلك إثر تعاملها المثالي مع محنة مجزرة كرايست تشيرتش الذي أبرزت فيه أنها فعلا قائدة لبلدها بل و دعامة حامية لنيوزيلندا- على حد تعبيرها- ومن هذه الأمور العشر التي تميزت بها ذكرت المجلة صفحات مشرقة من سيرتها الذاتية..
ويرقى صنيع هذه السيدة الكريمة الى مستوى عدل النجاشي إذ عدها أحد الاخوة الأئمة حفيدة للنجاشي على حد تعبيره ونِعمَ النجّاشية العادلة هي النيوزيلندية جاكيندة أرديرن نسبة إلى ذاك الملك النصراني العادل الذي احتضن صحابة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما ذاق أصحابه ويلات المشركين..