الأمة الإسلامية تبدأ شهر الصوم

الأحد, 05 مايو 2019

45 مليون معتمر محتمل لمكة في رمضان
الأمة الإسلامية تبدأ شهر الصوم
يمسك المسلمون في بقاع كثيرة من العالم  اليوم الاثنين عن مباحات كثيرة كان متاحة قبل هلال رمضان ويدخلون في أجواء جديدة مع بزوغ ذلك الهلال الذي يحمل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من معنى فهو شهر القرآن الكريم والفتوحات والأشواق الإيمانية وشهر سعي الروح للاغتسال في نهر العطش والجوع من أغلال الخطيئة والآثام والترقي في مدارج السالكين في وقت تستعد فيه البقاع المقدسة لاستقبال ملايين المعتمرين.
ق.د/وكالات
حل شهر رمضان المبارك لعام 1440 هجريا  اليوم الإثنين في معظم البلدان الإسلامية وفق لعديد البينات الصادرة من طرف هذه البلدان   كذلك يبدأ رمضان في أستراليا حسب بيان لمجلس الأئمة الفيدرالي وفي فرنسا حسب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
في الدوحة قالت لجنة تحري الهلال في قطر إن الأحد هو المتمم لشهر شعبان والإثنين هو غرة رمضان بعد تعذر رؤية الهلال مساء السبت.
وفي الكويت أعلنت هيئة الرؤية الشرعية في بيان أن الأحد هو المتمم لشعبان والإثنين هو بداية رمضان بعد تعذر رؤية الهلال.
وفي بغداد أعلن ديوان الوقف السني أن اليوم  الإثنين هو بداية رمضان إثر تعذر رؤية الهلال.
وفي طرابلس أعلنت دار الإفتاء عبر بيان أن الأحد هو المتمم لشهر شعبان وأن الإثنين هو غرة رمضان.


اختلاف الأهلة واتفاق الهدف
في السنة الثانية لهجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فرض ركن الصيام الذي أخذ مكانة سامية في تراتبية أركان الإسلام وأخذ فوق ذلك مكانة كبرى في أشواق المؤمنين وسيرهم نحو الطاعات والعمل الصالح ومنذ حوالي 1439 سنة والمسلمون يجعلون من رمضان شهر فتوحات وانتصارات قيمية وسياسية وحضارية.
يبدأ الصيام من فجر كل يوم من أيام رمضان وينتهي عند غروب الشمس ورمضان بالنسبة للمسلمين شهر نفيس لا ينبغي أن تضيع دقائق ليله ولا نهاره إلا في التزود للطاعات وبالطاعات.
وفي أحيان كثيرة تقع اختلافات قليلة بين الأقطار الإسلامية حيث يتقدم بعضها على بعض أو يتأخر في بداية رمضان أو نهايته.
ومنذ قرون عديدة يفتح الأمر نقاشا بين المثقفين وأهل العلم من المسلمين بين من يرى ضرورة توحيد رؤية الهلال ومن يرى أن لكل أهل بلد رؤيتهم الخاصة.
غير أن تلك الخلافات البسيطة لا تؤثر على جانب الوحدة التي تجمع المسلمين القادرين على الصيام وترغبهم في ممارسة الشعيرة التي تصعب على كثير من أبناء الديانات الأخرى.
وفي رمضان تتوحد المشاعر ويحس الموسرون والأغنياء بألم الجوع لساعات وتتحرك النفوس المؤمنة نحو الإنفاق وتخفيف الوطأة على الجياع من أبناء المسلمين الذين قد يعانون من ظروف قاسية طوال السنة.
ومن القيم التي يتعلمها الصائمون في رمضان قيمة الانتصار على الذات وهزيمة الشهوات أمام سلطان جديد هو الاستجابة لنداء الدين وصوت الإيمان.


شهر القرآن
يأخذ رمضان بعدا مقدسا آخر من ارتباطه بالقرآن الكريم وهكذا يتحول المسلمون إلى حلقات الذكر والتلاوة التي تربط السماء بالأرض وتنشر دوي المرتلين في المساجد والبيوت والطرقات.
ولأن رمضان شهر القرآن فقد احتوى أيضا على شعيرة مهمة وهي صلاة القيام التي حملت اسم التراويح إذ يتبارى الصائمون في اختيار القارئ الأندى صوتا والأجود قراءة ليصطفوا حوله وهم يستمعون القرآن غضا طريا.
كما أن أئمة المساجد حريصون أيضا على اختيار المقرئين حيث تنطلق الحناجر بالتلاوة العذبة والدعاء الصداح ويريق المسلمون الهموم عبر جريان الدمع السخين عظة واعتبارا بآيات الذكر الحكيم.


بدر الكبرى
خلد المسلمون كثيرا من أيامهم المشرقة في رمضان وفي شهر الصيام انتصر المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم على جيش مشركي قريش في معركة بدر الخالدة أمّ معارك المسلمين وانتصاراتهم.
وفي رمضان أيضا فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة وضرب أروع أمثلة العفو عن المهزوم الموغل في الجرائم.
كما شهد رمضان أيضا فتح الأندلس في القرن الأول الهجري ضمن فتوحات إسلامية مدت رقعة الخلافة الإسلامية ونشرت الديانة الإسلامية في أصقاع كثيرة من العالم.


شهر السلام
ويحمل رمضان فكرة السلام ورؤية السلام من مطلع الفجر إلى غروب الشمس وهكذا يضيف الإسلام مدة زمنية للسلام في عالم تجتاحه الحروب وتعصف به كوارث أحقاد البشر فيما بينهم.
ولأن رمضان شهر عظيم فإن الأعمال فيه مضاعفة من الحسنات أو الخطايا ومن بوابة السلام في رمضان ينتقل المسلم إلى الأشهر الحرم وهي أشهر يحرم فيها كل ما ينغص من السلم البشري والطهر الإنساني والسعي من أجل سمو الروح.
رمضان على آثار الجراح
ورمضان يأتي هذه المرة في عام 2019 بنكهة الدم والحصار في مناطق كثيرة من العالم الإسلامي فمآذن الشام سكت العديد منها عن الصداح المقدس منذ زمان.
وفوانيس مصر باتت خافتة ترنو بعين دامعة إلى سيل الدماء الدافقة من ميدان رابعة وقتلاه الصائمين.
والحكواتي الذي سار في الدروب الدمشقية لقرون لم يعد يحكي غير أحاديث الدم وترانيم الجراح.
ورغم ذلك يبقى رمضان شهر أشواق المؤمنين وشهر قيم السلام والإصلاح.


*عمرة رمضان .. 45 مليون زائر محتمل لمكة 
وفي الأثناء أعلنت السعودية أنها استعدت بشكل كامل لزوار شهر رمضان التي قالت إن مدينتها المقدسة مكة تشهد خلاله كثافة كبيرة وسط تقديرات رسمية تشير إلى نحو 45 مليونا من الزوار والمعتمرين.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية جندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أكثر من 12 ألفا من القوى البشرية للمراقبة ومتابعة سير العمل خلال شهر رمضان.
وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبد الرحمن السديس أنه سيتم تجهيز أبواب المسجد الحرام البالغة 210 بخلاف 28 سلما كهربائيا و38 مدخلا لذوي الاحتياجات الخاصة و7 مداخل للنساء ومثلها جسور ومدخل واحد لدخول الجنائز.
وأشار أنه تم تأمين 110 آلاف وجبة إفطار صائم يوميا داخل ساحات المسجد الحرام إضافة إلى توزيع 5 آلاف وجبة إفطار للجنود وتهيئة 15 ألف دورة مياه وتجهيز 33 لوحة شحن جوال بقوة 264 جوالا في الساعة.
ولفت السديس إلى أنه ستتم ترجمة خطب الجمعة في المسجد الحرام إلى 10 لغات حيث سيقوم 46 مفتيا و29 مدرسا بإلقاء قرابة 670 درسا علميا.
ونوه أنه سيتم توزيع أكثر من مليون و400 ألف كتيب إرشادي وتأمين مليون مصحف بمختلف اللغات والأحجام وتهيئة 35 حلقة تحفيظ القرآن كريم و4 مقارئ.
أما فيما يخص النقل فسيتم تأمين خدمة نقل 45 مليون راكب من المسجد الحرام وإليه في أوقات الصلوات الخمس وتأمين خدمة وقوف لمليونين ونصف مليون مركبة صغيرة للمعتمرين والمصلين في مداخل مكة المكرمة والمواقف الطرفية .
وستطبق القوة الخاصة بأمن المسجد الحرام وقوة الطوارئ الخاصة الخطط المعتمدة في الدخول والخروج وحفظ الأمن داخل المسجد الحرام وساحاته والمشاركة في تنظيم حركة المعتمرين في مواقع الازدحام ومتابعة النواحي الأمنية بكاميرات المراقبة على مدار الساعة وفق المصدر ذاته.