مفرش المائدة أمنديل موروث عريق بمنطقة ميزاب

السبت, 18 مايو 2019


أنامل ذهبية تبدع في نسجه
مفرش المائدة أمنديل موروث عريق بمنطقة ميزاب
 
يشكل صنع أمنديل (وهو غطاء أو مفرش مائدة  تقليدي تتميز به منطقة ميزاب) محور اهتمام الجمعية النسوية تيرسلت أوغلان   لبني يزقن ( غرداية ) بغرض إحياء والمحافظة على تراث ميزاب من خلال مبادرات  ملموسة تهدف إلى بعث الفنون المتوارثة من الأجداد حسبما أفادت رئيسة  الجمعية. 
خ.نسيمة /ق.م
يعتبر هذا التراث المادي أمنديل على غرار زربية بني يزقن  ثروة ثقافية و  فنية و وسيلة تعبير وفن متوارث من جيل إلى جيل مما يتعين تثمين هذا الموروث  كما أوضحت  لوكالة الانباء الجزائرية  السيدة نادية عمي موسى . 
و يعد أمنديل مفرشا للمائدة وهو ينسج من الصوف الخالص ( نسيج تقليدي )  بأحجام مختلفة عن طريق اليد و بأشكال و رسومات ملونة جميلة تمزج بين الأصالة و  المعاصرة و يشكل رمزا من رموز التعبير الثقافي و التماسك الإجتماعي.و يمر نسج أمنديل باعتباره لوحة فنية بديعة تعكس مهارة النساء النساجات  بعديد المراحل لاسيما حياكة القماش و صباغته بألوان الخضراوات و مكونات طبيعية  
أخرى إلى جانب تزيينه بأشكال و رسومات مختلفة مدروسة بعناية مثلما شرحت رئيسة  الجمعية.و يتم نقل هذا الفن و النشاط العائلي الأساسي في كل بيت بمنطقة ميزاب و الذي  يتم على منوال خيوط نسيج متقطعة فقط عن طريق التعلم و التمرن الغير منظم و يعد  قبل كل شيء نشاطا عائليا وفق ذات المتحدثة. 
و قد ضمن استعمال مفرش أمنديل على مستوى أغلب بيوت منطقة ميزاب ديمومته  حيث يتم استخدامه كديكور للطاولة أو الجدران كما يستخدم كذلك كغطاء لأطباق  الكسكسي الكبيرة و الحلويات الأخرى إلى جانب تغليف المواد و من أجل ذلك تدعو جمعية تيرسلت أوغلان ( تيرسلت بالميزانية تعني أحد ركائز  المنسج التقليدي وأغلان بالميزابية أيضا تسمية لمدن ميزاب ) إلى الحفاظ على  هذا التراث القديم من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة نساء ميزاب حسب  رئيستها. 
وجرى تكوين ما لا يقل عن 75 امرأة منذ 2018 في نسيج و حياكة وكذا الصباغة  الطبيعية لهذا المفرش من طرف الجمعية بالتنسيق مع ديوان حماية وترقية سهل  ميزاب كما ذكرت بنبرة من الفخر السيدة عمي موسى التي ترى بأن توريث  العادات و التقاليد هو ضمان لبقاء التراث المحلي . 
كما أبرز مسؤولو ديوان حماية وترقية سهل ميزاب أهمية تثمين هذا التراث  الثقافي والذي يعد جزءا من الثقافة المحلية ي وذلك خلال دورة تكوينية نظمت على  مدى أربعة أيام بمناسبة شهر التراث (18 أفريل-18ماي) . و يعتبر تثمين و ترقية هذا التراث المادي قيمة مضافة للإقتصاد المحلي  ويساهم في تعزيز الجذب السياحي للمنطقة من خلال استدامة العادات الثقافية  المحلية .