أيادي الخير تتجند لمكافحة كورونا

الجمعة, 03 أبريل 2020

هبّات تضامنية واسعة عبر ربوع الوطن 
أيادي الخير تتجند لمكافحة كورونا 

خ. نسيمة /وأج 

عرفت الجزائر منذ بداية انتشار وباء كورونا (كوفيد -19) هبة تضامنية وطنية واسعة ودعوات للتجند من أجل كبح انتشار الجائحة وكذا التخفيف من اضرارها وذلك من خلال اسهامات العديد من الهيئات الإدارية والمؤسسات الاقتصادية والمواطنين في الميدان دعما لـ المجهود الوطني للوقاية من الوباء. 
لإنجاح هذه الحملة التضامنية الوطنية التي عرفت تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة تم اطلاق العديد من المبادرات تتمثل في قوافل للتموين بالمواد الإستهلاكية ووسائل الوقاية والمعدات الطبية والمواد الصيدلانية موجهة للمواطنين أو المؤسسات الاستشفائية للتخفيف من تداعيات الوباء. 
وبرزت أولى بوادر هذه الهبة التضامنية الوطنية منذ القرارات المتخذة من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامية إلى الوقاية والحد من انتشار الفيروس والتي أنتجت رد فعل متسلسل للمبادرات حيث اصبحت الهيئات الإدارية والمؤسسات الاقتصادية ورجال اعمال ومواطنون متطوعون يتسابقون للقيام بمساهمات وحملات وتبرعات من باب روح التضامن الوطني في هذا الظرف الصعب التي تمر به البلاد والوعي بضرورة تفعيل المسؤولية الجماعية لكبح انتشار هذا الوباء والتخفيف من تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية. 
وكانت البداية مع لجوء العديد من الشركات من القطاعين العمومي والخاص على رأسها المؤسسة الوطنية لمواد التنظيف ومنتجات التعقيم (إيناد) ومجمع الصناعات الصيدلانية (صيدال) وشركة الصناعات شبه الصيدلانية (سوكوتيد) إلى مضاعفة قدراتها الإنتاجية لمواد التطهير والتعقيم ومنتجات النظافة البدنية التي كثر عليها الطلب منذ بداية انتشار وباء كورونا بالجزائر. 
كما أعلن ثلاثة متعاملون في الصناعة الصيدلانية (مجمع بيوفارم وصيدال والكندي) بأنهم التزموا بأنتاج 476 ألف ليتر من هذا المحلول الكحولي يسلم إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات التي تتولى بدورها تسليمه للمؤسسات والهيئات والمصالح الإستشفائية والصيدليات الخاصة. 
كما قامت مخابر فينوس لصناعة مواد التجميل بالبليدة (الولاية الاكثر ضررا من حالات فيروس كورونا) بالتبرع بهبة من الهلام الهيدروكحولي المطهر لتوزيعها على كافة مستشفيات الولاية طيلة فترة الوباء بهدف المساهمة في جهود الحد من انتشار فيروس كورونا. 
وكانت الصيدلية المركزية للمستشفيات قد أعلنت عن وضع مرافقها التخزينية تحت تصرف كل الأشخاص المعنويين والأشخاص الطبيعيين الراغبين في تقديم هبات من مواد صيدلانية في اطار مكافحة وباء فيروس كورونا وهذا ما ادى إلى تزايد المبادرات من هذا النوع من قبل المخابر والمجمعات الصيدلانية خصوصا فيما يتعلق بالعتاد والتجهيزات الطبية لدعم مستخدمي المؤسسات الاستشفائية. 
من جهتها أعلنت مؤسسة بريد الجزائر عن فتح حساب بريدي جاري لاستقبال مساهمات الراغبين في دعم الجهود المبذولة على المستوى الوطني لمجابهة جائحة كورونا وهذا في إطار إطلاق حملة التضامن الوطني. 

مؤسسات عمومية ترافق المواطنين في مكافحة الوباء
وفي إطار إجراءات مكافحة الوباء قامت مؤسسات عمومية على غرار سوناطراك وسونلغاز وبريد الجزائر وسيال ونفطال ومؤسسات التأمين باتخاذ العديد من الإجراءات الإستثنائية لمرافقة المواطنين في مكافحة الوباء وهذا بتوفير بشكل طبيعي لكل الخدمات من كهرباء وغاز وماء وانترنت والبنزين زيادة على إعفاء المواطنين من تخليص الفواتير في فترة الحجر الصحي دون قطع الخدمات وتمديد عقود تامين السيارات تلقائيا لفائدة مؤمني ولاية البليدة وتوفير وسائل الدفع الإلكتروني مجانا تحت خدمة التجار والمواطنين لتفادي استعمال النقود التي تعتبر من وسائل نقل الفيروس. 
كما تجندت مؤسسات عمومية اخرى على غرار جيتاكس واغروديف وديفاندوس لمضاعفة انتاجها والسهر على كل متطلبات المواطنين وضمان توفرها في السوق. 
وفي ميدان النقل أعلنت مؤسسات عمومية على غرار مؤسسة النقل الحضري والشبه حضري لولاية الجزائر على ضمان توفير النقل طيلة ايام الاسبوع وبصفة مجانية لكل الأطباء ومستخدمي قطاع الصحة من والى المستشفيات وهذا لتسهيل تنقلهم وعملهم في فترة تفشي الوباء التي نتج عنها توقيف مؤقت لكل وسائل النقل العمومية والخاصة لتفادي انتشار الوباء. 
كما بادرت هيئات عمومية اخرى كمجمع نقل البضائع واللوجيستيك (لوجيترانس) على تقديم هبة لفائدة مستشفى بوفاريك بولاية البليدة تتمثل في مجموعة من العتاد والتجهيزات الطبية لدعم مستخدمي هذه المؤسسة الاستشفائية في مهامهم لإعانة المصابين بفيروس كورونا. 
وزيادة على ارجاء تخليص مستحقات الإيجار لمدة شهر في صالح المواطنين القاطنين بأحيائها قامت الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره بتقديم مجموعة من العتاد والتجهيزات الطبية وسيارات الإسعاف للمؤسسات الاستشفائية لولاية البليدة والتي تحصلت عليها من قبل مؤسسات انجاز خاصة تعمل على مستوى مشاريعها السكنية على المستوى الوطني. 
من جهتهم تضامن متعاملو الهاتف النقال كذلك لمرافقة السلطات العمومية والمواطنين في مكافحة الوباء كالمتعامل جيزي الذي خصص هبة تقدر بـ42 مليون دج لاقتناء عتاد وتجهيزات طبية توجه للمؤسسات الإستشفائية لولاية البليدة في حين أعلن المتعامل موبيليس عن عروض اتصالات وانترنت مجانية لمرافقة سكان ولاية بليدة في فترة الحجر الصحي. 

برلمانيون.. مؤسسات خاصة وجمعيات يتجندون للتضامن
وكمساهمة منهم في المجهود الوطني المبذول من اجل مجابهة انتشار فيروس كورونا أعلن بعض النواب البرلمانيون بالتبرع براتب شهري للمساهمة في العمليات الانسانية الهادفة إلى مكافحة انتشار وباء كورونا بالإضافة إلى قرار مجلس الامة الذي أعلن التنازل عن نسبة من التعويضة البرلمانية الشهرية الصافية التي يتقاضاها أعضاء المجلس والإطارات السامية به لصالح مكافحة انتشار وباء كورونا.
من جهته أعلن القطاع الخاص تجنده لجانب الشعب الجزائري في مواجهة فيروس كورونا وهو الحال بالنسبة لمجمع سفيتال أو منتدى رؤساء المؤسسات الذي أعلن مباشرته لعدة اعمال منها مضاعفة قدرات انتاج المؤسسات العضوة وتخفيض اسعار منتوجاتها للمواطنين أو مجمعات خاصة اخرى التي تعهدت بإقتناء عتاد وتجهيزات طبية توجه للمؤسسات الإستشفائية. 
كما بادر العديد من أصحاب الفنادق الخواص بوضع فنادقهم تحت تصرف السلطات الصحية لاستقبال المواطنين العائدين من الخارج في إطار الحجر الصحي للتقليل من الضغط الذي عرفته المؤسسات الاستشفائية في إطار هذه العملية. 
وبادر نادي المقاولين والصناعيين متيجة بالبليدة بالتبرع بكمية من المواد الغذائية واسعة الاستهلاك لفائدة العائلات المعوزة في التفاتة تضامنية تزامنا مع الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد وخاصة البليدة بسبب تفشي وباء فيروس كورونا حيث تبرع اعضاءه بمختلف انواع المعجنات على الجمعيات الخيرية التي تتكفل بمهمة توزيعها على العائلات المعوزة. 
وفي هذا الإطار قدمت مؤسسة ماما المختصة في الصناعات الغذائية 20 ألف كلغ من الدقيق والكسكس كما تبرعت مؤسسة سوسيمي هي الأخرى بـ20 ألف كلغ من منتوج المكرونة وتبرعت عدة مؤسسات مختصة في مواد التنظيف ب20.000 لتر من مادة جافيل لمساعدة السلطات الولائية على تعقيم وتطهير مختلف شوارع الولاية في حين أعلنت مؤسسة نيسلي انها ستتكفل بتموين المستشفيات وكافة المؤسسات الصحية بالمياه المعدنية. 
مؤسسة التأمين اليانس اسيرونس أعلنت هي كذلك تضامنها مع سكان ولاية البليدة الذين دخلوا في عملية حجر صحي عام لمدة عشرة (10) ايام وذلك بضمان تمديد تلقائي ومجاني لعقود تامين سياراتهم لمدة خمسة عشر (15) يوما . 
ويضاف إلى هذا المبادرات الفردية من قبل رجال الاعمال كتلك التي أعلن عنها رجل الاعمال جيلالي مهري الذي بادر بتقديم مبلغ 500 الف دولار لإقتناء عتاد وتجهيزات طبية توجه للمؤسسات الإستشفائية. 


المجتمع المدني والشباب يضاعفون الانخراط في العمل التطوعي
كما تضاعفت الأعمال التطوعية على مستوى الاحياء والتجمعات السكنية لمواجهة هذا الخطر الجماعي الداهم ومن بين هذه الأعمال الخيرية والتطوعية توفير أقنعة الحماية أو تنظيف وتعقيم الفضاءات المشتركة أو توفير المواد الغذائية للمواطنين بأسعار مناسبة أو بشكل مجاني. 
وفي هذا الخصوص كانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة بن حبيلس قد صرحت ان الهلال الاحمر الجزائري باشر بتوزيع مختلف الهبات التي تحصل عليها خصوصا أقنعة جراحية وأطقم فحص فيروس كورونا مشيرة إلى ان الهلال يحصي يملك اكثر من ثلاثين الف متطوع في الميدان. 
كما تشهد مبادرات أخرىي من قبيل رش المياه ومختلف المعقمات في الشوارع ومقابض وأبواب المحلات وأرضيات الأسواق إقبالا واسعا من طرف المواطنين والمؤسسات ابرزها مجمع طحكوت الذي وفر الصهاريج والشاحنات لتعقيم احياء الجزائر العاصمة و هنكل الجزائر الذي تبرعت 50.000 لتر من ماء جافيل للصيدلية المركزية للمستشفيات من اجل حاجيات تعقيم المؤسسات الاستشفائية. 
وعرفت هذه المبادرات إقبال كبير من قبل الشباب الذين يملؤون أوقات فراغهم في أعمال ذات منفعة عامة بعد تزايد نداءات الانخراط في العمل التطوعي التي تغص بها صفحات الاتصال التي تدعوا إلى العطاء والسخاء والتضامن والتكافل الاجتماعي في هاته الاوقات العصيبة التي تعرفها الجزائر بسبب وباء كورونا. 

الرئيس يشيد بالمبادرات الخيرية
أشاد رئيس الجمهورية في منشور له على صفحته بمواقع التواصل الإجتماعي بالسلوك الوطني الانساني الذي تميز به الشعب الجزائري في اوقات الشدة التي تواجه فيه الجزائر وباء فيروس كورونا وهو السلوك الذي يكشف عن درجة عالية من روح المواطنة والمسؤولية . 
وقال السيد تبون أحيّي كل فاعلي الخير من المواطنين والمواطنات في الداخل والخارجي الذين يتسابقون في التعبير عن رغباتهم لمساعدة المستشفياتي والمواطنين الذين تأثروا بإجراءات العزل الإجباريي وتقييد التنقل في هذه المحنة التي تواجه فيها الجزائر وباء كورونا فيروس موجها شكره لكلّ الذين بادروا منذ الأيام الأولى إلى حملات التنظيف والتعقيم والتوعية عبر الوطني أفرادا وجمعيات مدنية وجماعات محلية .