هكذا يُدفن موتى كورونا في الجزائر

السبت, 11 أبريل 2020

وداع بلا أحبة ودموع حارقة للأهل 
هكذا يُدفن موتى كورونا في الجزائر

تحوّل فيروس كورونا منذ تفشيه في العالم إلى مأساة إنسانية تحرم الأحباء من أقاربهم وتحرمهم أيضا من إلقاء نظرة وداع أخيرة قبل دفن جثث الموتى وهو ما زاد من التخوف من الفيروس الذي يرعب المصاب في حياته ويُلقي بظلاله على مراسيم دفنه بعد مماته.
نسيمة خباجة 
لجأت عدد من دول العالم إلى اتخاذ طرق لدفن الموتى حرمت الأقارب من توديع ذويهم خوفاً من انتقال العدوي إليهم لتخضع الجثث لعملية دفن طبية متخصصة تولتها الجهات الصحية في بلدان العالم.

منظمة الصحة العالمية توضح خطر الجثث 
وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم تحسم حتى الآن وجود دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية إلا أن دول العالم لجأت إلى إجراءات احترازية مشددة في التخلص من الجثث خوفاً من نقل العدوى.
إذ أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان سابق لها طرق دفن ضحايا فيروس كورونا وأن معظم مسببات الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت.
وأوضحت أن البقايا البشرية لا تشكل سوى خطر على الصحة في حالات قليلة خاصة مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الحمى النزفية وأضافت منظمة الصحة العالمية أن أشد وأكثر الأشخاص عرضة لهذا الخطر هم العمال اللذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث.
إذ أكدت أن خطر الإصابة بالسل والفيروسات المنقولة بالدم (مثل التهاب الكبد B وCو HIV) والتهابات الجهاز الهضمي (مثل الكوليرا والإشريكية القولونية والتهاب الكبد الوبائي وإسهال فيروس الروتا وإسهال السليلوما والتهاب الغدد اللمفاوي / التيفوئيد) لذلك حددت بعض طرق دفن ضحايا فيروس كورونا.
ويمكن الإصابة بمرض السل إذا تم التخلص من الهواء المتبقي والسوائل من الرئتين التي تسربت عن طريق الأنف أو الفم أثناء التعامل مع الجثة.
كما يمكن أن تنتقل الفيروسات المنقولة عن طريق الدم عن طريق الالتماس المباشر للجلد غير الغشاء أو الغشاء المخاطي من خلال رش الدم أو سوائل الجسم أو الإصابة من شظايا العظام والإبر 
ويمكن أن تنتقل العدوى المعدية المعوية بسهولة من البراز المتسرب من جثث الموتى يحدث انتقال العدوى عبر المسار البرازي الشفهي من خلال الاتصال المباشر مع الجسم أو الملابس المتسخة أو المركبات أو المعدات الملوثة لذلك نوضح طرق دفن ضحايا الكورونا بالتفصيل.
ويمكن أيضًا أن تنتشر التهابات الجهاز الهضمي نتيجة لتلوث إمدادات المياه مع جثث الموتى وقدمت الصحة العالمية نصيحة في حالة وقوع إصابات جماعية بأنه من الأفضل دفن الجثث.
وفي هذا الصدد لجأت عدد من دول العالم إلى دفن الجثث لتتباين طريقة دفن الجثث من بلد إلى آخر.

دفن موتى كورونا في الجزائر 
دعت السلطات المكلفة في الجزائر كغيرها من الدول إلى احترام إجراءات وزارة الصحة الخاصة بغسل ودفن الموتى المصابين بكورونا كما دعت وزارة الشؤون الدينية في بيان سابق لها إلى الاحترام والالتزام بالإجراءات التي أقرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات فيما يخص غسل وتكفين ودفن الموتى المصابين بكورونا وذلك حفاظا على الأنفس.
وجاء في بيان الوزارة أنه بما أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أخذت على عاتقها التكفل بغسل الموتى المصابين بمرض كورونا وتكفينهم ودفنهم ووضعت جملة من الإجراءات الوقائية الصارمة فإنه يجب شرعا احترام هذه الإجراءات والالتزام بها حفاظا على الأنفس . وذكر البيان منها على الخصوص وضع الجثة في تابوت مغلق أو في غطاء محكم قبل أية عملية نقل بالاضافة إلى تعيين فرد أو اثنين فقط من عائلة الميت لحضور مراسيم الجنازة و عدم السماح لأهل الميت برؤيته إلا بعد تجهيزه مع منع لمسه إلى جانب استرجاع وتجميع الأغراض التي يكون قد استعملها الميت قبل موته (الفراش والألبسة...) ووضعها في كيس بغرض حرقها .
ومن بين الإجراءات ذكر نفس المصدر تنظيف الغرف وملحقاتها التي يشك في تعرضها للعدوى بالاضافة إلى تنظيف وتعقيم أغراض الميت التي استعملها مثل الأواني وغيرها إلى جانب حرق جميع الأفرشة التي تلطخت بإفرازات جسم الميت.و يجب أيضا حسب ذات البيان -- على الأشخاص المكلفين بنقل الجثة أن يرتدوا قفازات خاصة على ان تسترجع القفازات التي تم استعمالها خلال عملية الدفن للتخلص منها وكذا إنزال الجثة بشكل بطيء داخل القبر.
وتوصي نفس الاجراءات بالحفاظ على مسافة الأمان بنحو متر أثناء القيام بصلاة الجنازة على الميت مع منع الأشخاص المصابين بعلة أو مرض حضور مراسم الجنازة.وبهذه المناسبة سألت الوزارة الله تعالى أن يتقبل موتانا في عداد الشهداء وأن يرزق أهليهم الصبر والسلوان وأن يعجل برفع هذا الوباء عن عباده

بعض طرق الدفن حول العالم 
- فرنسا: كانت فرنسا من الدول التي حددت طرق دفن ضحايا فيروس كورونا ومنعت دفن ضحايا كورونا من قبل ذويهم نظراً إلى تكدس الجثث داخل ثلاجات حفظ الموتي.وهو ما جعل الحكومة الفرنسية تؤكد أن التصريح بدفن جثث الموتى جراء الإصابة بـ كورونا أو الوفاة لأي سبب ثان عن طريق جمعيات دفن الموتى على مستوى الجمهورية بالتنسيق مع أسرة المتوفى.
وسمحت الحكومة الفرنسية بالإتصال بالاسر لمعرفة تفاصيل المتوفى وعنوانه وأن يتم فقط السماح بمرافقة فرد واحد فقط من العائلة لعملية الدفن دون جنازة لتمنع إقامة المراسهم إذ تتولى الجمعيات تجهيز المتوفيفي تابوته الخاص وفق طقوس كل ديانة ودفنه في المقبرة التي تحددها الأسرة.
وبالنسبة للأجانب الزائرون والمقيمون الذين لا يتوفرون على أسرة هنا يتم دفنهم في مقابر تابعة للبلديات حسب الديانة أيضاً وفقا لطرق دفن ضحايا فيروس كورونا.
وسادت في فرنسا مخاوف من جانب الجالية المسلمة في فرنسا بعد الشائعات التي تم تداولها عن حرق جثث ضحايا المسلمين نظراً إلى نقص أماكن الدفن الإسلامية في المقابر البلدية وفقا لطرق دفن ضحايا فيروس كورونا.
إذ أكد الرئيس الفرنسي لرئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: أن كل شيء سيتم القيام به للسماح بدفن المتوفين من جميع الأديان ووفق جميع الشروط المتعلقة بطقوسهم شرط ألا تضر الأشخاص الأحياء مضيفا أنه سيتم تنفيذها بالفعل بمساعدة مختلف الطوائف الدينية .

الصين: منذ بداية تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية ولجأت الصين إلى حرق جثث ضحايا فيروس كورونا خوفاً من انتقال العدوى تلك طرق دفن ضحايا فيروس كورونا بعد أن أمرت السلطات الصينية بذلك لتحظر التقاليد الجنائزية ومراسم الوداع على أن تتم عملية الحرق بالقرب من مكان وفاتهم.

إيطاليا: تحولت إيطاليا إلى بؤرة لتفشي فيروس كورونا وهو ما جعل المستشفيات غير قادرة على استيعاب جميع مصابي الفيروس مما أدى إلى وفاتهم وهو ما جعل دفن الجثث تفوق قدرة خدمات دفن الموتى مما اضطر الجيش إلى نقل الجثث ضمن رتل كبير من العربات العسكرية التي تمر بالشوارع وتنقل توابيت الموتى من مقبرة إلى أخرى إذ سعت إيطاليا كذلك إلى التخلص من الجثث عن طريق الحرق في أفران مخصصة لعدم نقل العدوى.

إيران: تصدرت إيران قائمة الدول التي تفشى فيها فيروس كورونا وبعد وفاة الضحايا رفضت وزارة الصحة الإيرانية تسليم الجثث إلى ذوي الضحايا إذ أعلنت أنها هي من تقوم بإجراءات الغسل والدفن وسط تدابير مشددة بعد أن تولت طواقم طبية عملية الدفن كما أظهرت الصور المتداولة قبوراً جماعية لدفن الجثث في البلد.

مصر: أما في مصر فقد وضعت عدداً من الشروط الواجب توافرها وطريقة دفن جثث كورونا في مصر إذ كشفت وزارة الصحة المصرية عن طريقة إجراءات التعامل مع حالات الوفاة بمرض كورونا وطريقة دفن جثث كورونا في مصر.
وقالت إنه يجب اتخاذ نفس الإجراءات والاحتياطات التي كانت تطبق أثناء حالات التعامل مع المريض أثناء حياته ومنها عدم الملامسة والابتعاد عن الجثمان لمسافة لا تقل عن متر ورفعه بالملاءة المحيطة بها ونقله إلى ثلاجة المستشفى على مركبة قابلة للتنظيف والتطهير مع مراعاة ارتداء الواقيات الشخصية.
وعن إجراءات الغسل والتكفين وفقا لطريقة دفن جثث كورونا في مصر قالت وزارة الصحة المصرية إنه يجب على القائم بالغسل ارتداء الواقيات الشخصية وهي ماسك تنفسي عالى الكفاءة وقفاز نظيف يغطي الرسغ وعباءة سميكة تغطي الذراعين والصدر وتمتد إلى أسفل الركبة ونظارة واقية وغطاء الرأس وحذاء بلاستيكي وكويل الرقبة.
وأكدت وزارة الصحة على منع دخول من لا حاجة لوجودهم أثناء الغسل وفي حالة الضرورة يجب الابتعاد عن الجثة لمسافة أكثر من متر وارتدائهم الواقيات المناسبة كما يجب تغطية أجزاء الجسم التي يحدث منها إفرازات بضمادات غير منفذة.
وعن إجراءات نقل الجثة بعد الغسل والتكفين بسيارة إسعاف وفقا لـطريقة دفن جثث كورونا في مصر قالت الصحة المصرية إنه يجب أن يتم نقل الجثة داخل الكيس غير المنفذ للسوائل مع وضع علامة خطر الإصابة بالعدوى عليه ويتم توضيح ذلك بالأوراق الرسمية مضيفة أنه يجب مراعاة أن تكون الجثة داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير مع مراعاة عدم فتحه إلا بالمدفن.
وحول إجراءات الدفن وطريقة دفن جثث كورونا في مصر قالت الصحة المصرية إنه عند فتح الصندوق لنقل الجثة داخل المقبرة يراعى الالتزام من جانب من يقوم بالدفن بارتداء الواقيات الشخصية.
وتواجد أقل عدد ممكن عند دخول الجثة إلى المقبرة والالتزام التام بغسيل الأيدي بالكحول عند توافره لكل من تعامل مع المتوفى وتنظيف وتطهير كافة أسطح العمل التي تلامست مع الجثة بدءا من سرير المتوفى وثلاجة حفظ الموتى وأسطح سيارة الإسعاف وصندوق نقل الموتى باستخدام المطهرات المعتمدة بوزارة الصحة كالكلور السائل بتركيز قوي.