زنقة السوق .. شهرة وتراث عريق

الاثنين, 13 أبريل 2020


 قلب البليدة النابض يفتقد زواره 
  زنقة السوق .. شهرة وتراث عريق 


زنقة السوق المكان الذي كان يقصده البليديون في الصباح الباكر لشراء أجود أنواع الخضر والفواكه والحشاوش يفتقد زواره بسبب الظرف الصحي الصعب الذي نجتازه وهي الناحية التي كانت تدب فيها الحركة كل يوم وخاصة في رمضان أين نجد بالمكان بنة رمضان الأصيلة هذا المكان المشهور الذي اشتهر باسم زنقة بني صالح كوري كاباب (نسبة لعائلة بوغداوي الصالحية التي تنحدر من قرية بوغدو) قهوة بولحية ومتاجر خضر وفواكه يبيع فيها العديد ممن ينحدرون من عرش بني صالح التاريخي.


 تاريخ عريق 
في الماضي كانت البليدة مشهورة بـ زنايق وهي شوارع ضيقة كل شارع كانت له تسميته: زنقة الباي زنقة القاضي زنقة العرايس زنقة الوصفان زنقة سبعة لويات رودالجي (زنقة دزاير) زنقة ليهود (رو عبدالله)... إلخ زنايق تؤدي إلى ساحات تاريخية لها أيضا خصوصياتها: بلاصة العرب (لبلانصا ييعرابن بالأمازيغية المحلية) بلاصة النصارى (لبلانصا ييرومين) بلاصة التوت (لبلانصان تسوث).


 تحف وصناعات تقليدية 
كانت كل زنقة تحتوي على نوع خاص بها من المتاجر والمحلات مما يسهل المبادلات التجارية ويكسب التجار خبرة وتجربة كبيرتين.. طبيعة عمرانية فرضها الطابع التجاري لمدينة البليدة: مدينة تقع أسفل الجبال عند التقائها بسهل متيجة الخصب لذلك تتوفر فيها المنتوجات الجبلية والمتيجية: خضر فواكه خشب فحم عسل مواشي مشتقات الحليب. إلخ مدينة تقع في وسط البلاد قريبة من العاصمة وبوابة نحو الجنوب إذن عند تقاطع العديد من الطرق التجارية مدينة سكنها الأندلسيون واليهود لذلك نجد بها منذ القدم المنتوجات اليدوية التقليدية: المجوهرات النحاس الطرز واللباس التقليدي يعني مدينة تحمل كل مقومات الإزدهار التجاري والإقتصادي. 


 ترات يهدده الزوال 
خصائص عمرانية إقتصادية إجتماعية وثقافية رائعة تراجعت اليوم للأسف بسبب زحف الإسمنت سوء التسيير تغييب القيم والأعراف عدم الحفاظ على موروثنا الثقافي والهوياتي تفشي الرداءة وثقافة الربح السريع وأصبح وسط المدينة التاريخي يختنق بسبب الإزدحام المروري والضغط العمراني مشكل حقيقي تسبب بدوره في مشاكل أخرى كنتائج حتمية: تفشي الجريمة الإنحلال الأخلاقي النزوح الريفي تراجع القيم والأعراف وتدمير هوية مدينة ضلت صامدة لخمس قرون ول 132 سنة من الإستعمار من أجل كل هذا ينادي الكثير من المثقفين وأبناء المنطقة بضرورة حماية ما يمكن إنقاذه وتفعيل مشروع تصنيف وسط المدينة التاريخي بكل مكوناته (الفترتين العثمانية والفرنسية) بإيجاد الحلول العمرانية والإقتصادية والإجتماعية لإعادة الروح لوسط المدينة التاريخي وإنقاذ تراثها وهويتها وخصوصياتها كي لا ننسى.


و تبقى زنقة السوق خاصة في أولى ساعات النهار شاهدة على عبق وأصالة وهوية الوريدة بناسها وخيراتها وأسرارها التي جعلت منها عروس متيجة.
 خ. نسيمة