قانون تجريم الاستعمار يُبعث من جديد

الأربعاء, 17 يونيو 2020


الحكومة تعلن عن استعدادها لتفعيله
* زيتوني: الذاكرة الوطنية في صلب اهتمامات الحكومة
*س. عبد الجليل*
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني بالجزائر العاصمة أن اعتماد تاريخ 8 ماي 1954 يوما وطنيا للذاكرة من شأنه حماية وصون ذاكرة الأمة في هذه المرحلة التاريخية الهامة وأشار زيتوني إلى أن الذاكرة الوطنية تعد في صلب اهتمامات الحكومة وعبّر عن استعداده المطلق لتفعيل مشروع قانون تجريم الاستعمار للحفاظ على ذاكرة الأمة وهو ما يعد إشارة على أن الحكومة لم تعد تتردد في تبني مشروع القانون المذكور الذي بات على وشك أن يُبعث من جديد.
وذكر الوزير زيتوني يوم الثلاثاء خلال عرضه للمشروع التمهيدي للقانون المتضمن اعتماد تاريخ 8 ماي 1945 يوما وطنيا للذاكرة أمام لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان بسمة عزوار أن اعتماد هذا التاريخ يوما وطنيا سيساهم في الحفاظ على هذه الذكرى الاليمة التي راح ضحيتها شهداء من خيرة أبناء هذه الأمة من كل ربوع الوطن الذين خرجوا في مظاهرات عارمة وسلمية لتذكير فرنسا بالتزاماتها ووعودها آنذاك .
غير أن الاستعمار الفرنسي -كما قال - لم يتوان في قمع المتظاهرين بحملة شرسة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل و البطش الهمجي والتقتيل الذي يبقى وصمة عار في جبين قوى الاستعمار .
واعتبر السيد زيوتني المشروع التمهيدي للقانون لبنة هامة للحفاظ على الرسالة المقدسة التي ورثناها عن شهدائنا الابرار الذين عبدوا بدمائهم الزكية الطاهرة طريق الحرية والاستقلال مؤكدا بأنه من الواجب علينا التمسك بالقيم النوفمبرية النبيلة والمثل العليا التي نعمل على تكريسها في الوجدان بفضل المجهودات الكبيرة التي تهدف إلى حماية ذاكرة الامة وصون تراثها التاريخي والثقافي المرتبط بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر المجيدة .
ويأتي هذا المسعى أيضا --كما ذكر الوزير-- تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية الذي قال في رسالته بمناسبة احياء الذكرى الـ75 لمجازر 8 ماي 1945 ولان تاريخنا سيظل في طليعة انشغالات الجزائر الجديدة وانشغالات شبابنا ولن نفرط فيه أبدا في علاقاتنا الخارجية فقد أصدرت بهذه المناسبة قرارا باعتبار الثامن ماي من كل سنة يوما وطنيا للذاكرة ... مشيرا إلى أنه على هذا الاساس تم اعداد هذا المشروع القانوني لتكريس تاريخ 8 ماي يوما وطنيا للذاكرة ويحتفى به على غرار باقي الايام والاعياد الوطنية الأخرى عبر كامل التراب الوطني تكريما لشهداء المجازر وتخليدا لمواقفهم البطولية والتاريخية النبيلة .
وركّز الوزير بالمناسبة على أهمية تنظيم نشاطات وتظاهرات وطنية ومحلية ولدى الجالية الوطنية بالمهجر لتثمين موروثنا التاريخي ونقله لشباب الجزائر المستقلة ضمانا لتحصين الأمة وتمتين صلتها بالوطن وبتاريخه المجيد الذي يزخر به بالعديد من المحطات والمأثر والأحداث التاريخية التي تعكس البطولات والتضحيات التي قام بها أسلافنا في سبيل أن ننعم بالحرية والاستقلال .
من جهتها اعتبرت رئيسة لجنة الشؤون القانونية والادارية والحريات سعاد الاخضري هذا المشروع التمهيدي بمثابة لبنة أساسية في الحفاظ على ذاكرة الامة معربة عن أملها في أن يكون فرصة للمؤرخين والكتاب لتقديم أفضل ما جادت به قرائحهم من الرواية التاريخية التي من خلالها يمكن أن تتعرف الأجيال الجديدة على كل أشكال الظلم والاضطهاد والتهميش والاستعباد وكل أشكال المعاناة التي لحقت بالآباء والأجداد اثناء الحقبة الاستعمارية.
وتميز هذا اللقاء بتدخل العديد من أعضاء اللجنة الذين الحوا على تفعيل مشروع قانون تجريم الاستعمار وبذل الجهود لاسترجاع الارشيف الوطني وجماجم الشهداء الموجودة بمتاحف فرنسية وايجاد حلول لقضية المفقودين وكذا تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية بمنطقة الصحراء.
 وفي رده على انشغالات أعضاء اللجنة أكد الوزير بأن الذاكرة الوطنية تعد في صلب اهتمامات الحكومة لان ذلك يعتبر -كما قال - واجبا وطنيا مقدسا وهي أمانة الشهداء الأبرار الذين أدوا واجبهم بالكامل تجاه هذا الوطن الأبي معربا في نفس الوقت عن استعداده المطلق لتفعيل مشروع قانون تجريم الاستعمار للحفاظ على ذاكرة الأمة .
ودعا السيد زيتوني في هذا الشأن نواب المجلس إلى ضرورة التقرب من الكتاب والمؤرخين والباحثين للاطلاع على جرائم الاستعمار من أجل إثراء هذا المشروع مذكرا بـ الجهود المبذولة لحد الآن لاسترجاع الارشيف الوطني وجماجم ضحايا المقاومة الشعبية الموجودين لحد الان في متحف الانسانية بباريس وقضيتي المفقودين وضحايا التجارب النووية .
كما شدد الوزير في تدخله على ضرورة كتابة تاريخ كفاح الشعب الجزائري بدءا من المقاومة الشعبية إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية واحياء الاعياد الوطنية والتعريف بجرائم الاستعمار المقترفة ضد الاسلاف والحفاظ على ذاكرة الامة من خلال ترقية وتحسين مستوى تدريس مادة التاريخ في المنظومة التربوية لغرس الذاكرة في وجدان الاجيال الصاعدة.