العنف يطال الأطفال خلال فترة الحجر

الثلاثاء, 14 يوليو 2020

مختصون يحذرون من العواقب النفسية 
العنف يطال الأطفال خلال فترة الحجر 

فرض تفشي جائحة فيروس كورونا حجرا منزليا في أغلب دول العالم وكثير من البلدان العربية وتسنى لأفراد كثير من الأسر قضاء وقت أطول مع عائلاتهم حتى أثناء العمل لكن هذا الوضع الجديد شكل ضغطا نفسيا كبيرا على أغلب الأطفال الذين لا يستوعب كثير منهم ما يحدث. 
نسيمة خباجة 
وجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام تحديات جديدة أهمها مساعدة الأطفال على التأقلم مع نمط الحياة الجديد.

أطفال تحت الحجر المنزلي
محمد الناصر النصيري الذي يملك خبرة في التعامل مع المتأثرين بأزمات كبرى كوباء إيبولا ومنهم أطفال من خلال عمله مع منظمات دولية مثل أطباء بلا حدود . يجيب عن أبرز التحديات النفسية التي تواجه الأطفال في هذه الظروف.
قال النصيري إن الأطفال يدركون بحسهم الفطري أن تغييرا هاما يقع في حياتهم لكن أغلبهم حسب سنهم غير قادرين على تحليل الواقع وفهم ما يجري فيتجهون مباشرة للعناد والتمرد وطرح الأسئلة.
انقطع الأطفال فجأة عن مدارسهم وأصحابهم وأغلب مظاهر الحياة خارج البيت ويقول محمد الناصر إن هذا الإحساس بالحرمان يولد حالة من التوتر لدى الطفل كما هي لدى الكبار ويمثل شكلا من أشكال العنف المسلط على الطفل إذا ما لم يصحبه تفسير واضح يحترم قدرات الطفل ومداركه.
فالطفل قادر على استيعاب الأجوبة والتفسيرات حول ظاهرة الوباء ووسائل الحماية منه ويكون في الغالب قادرا على التعايش مع واقع الحظر الصحي عبر التماهي مع سلوك الوالدين .


كيف نتعامل مع الأطفال في هذا الظرف؟
وضع الظرف الراهن الناتج عن تفشي وباء كورونا الوالدين أمام تحديات كثيرة منها شغل وقت أطفالهم وملئ الفراغ الذي تركته مدرستهم وأصحابهم بالإضافة إلى الحفاظ على النمو الحسي والتوازن النفسي للأطفال خاصة أولئك الذين يعانون صعوبات كالمصابين باضطرابات طيف التوحد.
مستشار الصحة النفسية محمد الناصر النصيري يقدم بعض النصائح للتعامل السليم مع الأطفال في هذه المرحلة:
- على العائلة الاستماع للأطفال وإفساح المجال لـ الحوار النشط معهم وأخذ تساؤلاتهم على محمل الجد والإجابة عليها بشكل مفهوم يحترم قدراتهم.
- اشراك الطفل في القرارات وتحميله مسؤولية حماية عائلته ونفسه من المرض مما يعزز شعوره بالمسؤولية والانتماء للمجموعة.
- تطوير بعض قدرات الأطفال باللعب والأنشطة الرياضية والترفيهية ومشاركتهم هذه الأنشطة.
-استغلال هذه الفترة لتمضية وقت أكثر مع الأطفال وإشباعهم بالعواطف والحب لتعويض الحرمان الذي تفرضه ظروف حياتنا العادية قبل الحجر وإصلاح الضرر الواقع في العلاقات العائلية.
-عدم إغراق الطفل بالمسؤوليات والأهداف الصعبة في هذه الظروف لأن الهدف الأساسي هو تجاوز هذه الأزمة سليما نفسيا وجسديا.
-تبذل عائلات كثيرة جهدا عظيما لتجاوز هذه المرحلة بأخف الأضرار والحفاظ على السلامة النفسية والجسدية لأفرادها إلا أن كثيرا من الأطفال أيضا يعيشون في مناخ عائلي يكونون فيه عرضة للعنف بمختلف أشكاله فيكون ضرر الحجر المنزلي مضاعفا عليهم وكذلك حجم الضغط النفسي الذي يتعرضون له.