بلحيمر يدعو إلى تفكير جماعي

الأحد, 09 أغسطس 2020


لمعالجة الممارسات المنافية لمهنة الصحافة
بلحيمر يدعو إلى تفكير جماعي


دعا وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة البروفيسور عمار بلحيمر جميع الفاعلين في الحقل الإعلامي بالجزائر إلى التفكير في وسائل معالجة بعض الممارسات المنافية للمهنة والتي تشوب مهنة الصِحفي في بلدنا.
وذكر الوزير في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية أنه حرصا منها على تحسين ممارسة الصحافة في الجزائر تدعو وزارة الاتصال كل الفاعلين في الحقل الاعلامي الوطني إلى التفكير معا بطريقة جدية وبناءة لأجل تحديد السبل والوسائل للحد من بعض الممارسات غير المهنية التي تشوب العمل الصحفي في بلادنا .
ويرى السيد بلحيمر أن هذه الممارسات غير المهنية تتجلى في عدد من المظاهر من بينها الاستعمال المفرط للأسماء المستعارة أو اللبس الذي يعتري علاقة العمل بين الصحفيين ومؤسساتهم الاعلامية .
ويتعلق الأمر أيضا بالتفكير في إيجاد حلول لما يسمى بظاهرة الصفحات السرية وكثرة المقالات غير المُوقعة مما زرع الشك لدى القارئ بخصوص مصداقيتها ومصدرها.
 وفي هذا الصدد دعا وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة مختلف الفاعلين في الحقل الاعلامي إلى تبني ممارسة صحفية أفضل في الجزائر التزاما بمبدأ الرقابة الذاتية من خلال تحرير ميثاق جزائري توافقي للأخلاقيات بهدف تسيير قطاع الصحافة .
وأكد أن هذا الميثاق سيشكل مرجعاً للمجلس والسلطات المنصوص عليها في قانون الاعلام 2012 والتي لم تر النور بعد .
وذكر في هذا السياق بأن سلطة الضبط للصحافة المكتوبة وهي هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلالية المالية ستتكفل خصيصاً بتشجيع التعددية الاعلامية والسهر على نشر المعلومات المكتوبة وتوزيعها عبر كامل التراب الوطني .
وأضاف أن مهام هذه السلطة تتمثل في السهر على جودة الرسائل الاعلامية وترقية وابراز الثقافة الوطنية بكل جوانبها ناهيك عن تشجيع وتعزيز النشر والتأليف باللغتين الوطنيتين عبر كل الوسائل المناسبة وكذا الحرص على شفافية القواعد الاقتصادية لسير المؤسسات الناشرة . 
واعتبر البروفيسور بلحيمر أن عمل تفكير وتشاور مسؤول بين الوصاية والاسرة الاعلامية (مستخدمون صحفيون خبراء) وحده كفيل بأن يسمح ببلوغ الهدف المتوخى الرامي إلى المساهمة في بروز صحافة محترفة بالجزائر.
 وألح الوزير يقول تكوين ذو جودة بالجامعات والمؤسسات المتخصصة وكذا تأطير ناجع ومستنير على مستوى وسائل الاعلام مع التركيز على قدسية احترام أخلاقيات المهنة شرط مسبق اخر لا بد منه بغية اعداد صحفي يتمتع بضمير حي ووعي واحترافية .
ويرى الوزير أنه من الواضح أن التجربة الصحفية الجزائرية في زمن الحزب الواحد أو بعد 5 أكتوبر 1988 هي فتية نوعا ما مقارنة مع تجربة البلدان الرائدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وألمانيا أو بلدان أخرى ذات تقاليد ديمقراطية راسخة .
إلا أن يواصل الوزير القواعد الأخلاقية والمهنية تبقى نفسها وهي ثابتة ويجب أن تشكل معلما لا يحق لاحد التقصير فيه أو انتهاكه .
واستطرد يقول: بل وحتى غياب اطار تشريعي أو قانون تشريعي ينظم ممارسة مهنة الصحفي بكافة تفاصيله لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشكل حجة لتخطي قواعد الممارسة السليمة التي تنبع من جوهر الصحافة ومهمتها المجتمعاتية النبيلة .
وفيما يتعلق بالتجارب الأجنبية وبقدرتها على إلهامنا وبنصيب المكسب الوطني في هذا المجال أشار وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة إلى أنه حتى وان لم تتوفر بعد بالجزائر تقاليد راسخة تنظم أخلاقيات المهنة وكفيلة بتأطير التعبير الصحفي فثمة عناصر من القانون المقارن تسمح بالتقريب .