كيف كان يسبح النبي بدون إذن أو تعقيد؟

الجمعة, 18 يونيو 2021

كيف كان يسبح النبي بدون إذن أو تعقيد؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم  أكمل الخلق ذكرًا لله عز وجل بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرًا منه لله .
لذلك كان لذكر من أعظم الأعمال الصالحة ومن أيسرها عملاً فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ونصح أمته بالحرص على الذكر في كل الأحوال دون إذن من أحد أو بأعداد مقيدة بل أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: { إن أفضل الدعاء: الحمد لله وأفضل الذكر: لا إله إلا الله }.  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: { أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يُحال بينكم وبينها ولقِّنوها موتاكم }.
وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله: { من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك لا له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشراً كانت له عَدل أربع رقاب من ولد إسماعيل }.
أحاديث نبوية وردت في ذكر الله ولم تقيد برقم:
ووردت عشرات الأحاديث النبوية التي جاءت في ذكر الله دون تعقيد أو تقيد برقم أو إذن تسهيلا على المسلمين فعن سعد بن أبى وقاص - رضى الله عنه - قال: جاء أعرابى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني كلاما أقوله قال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم قال: فهؤلاء لربى فما لى؟ قال: قل: اللهم اغفر لى واحمني واهدن وارزقنى رواه مسلم.
وعن عبد الله بن بسر رضى الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت على فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله .
وعن أبى موسى رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِى لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَى وَالمَيِّتِ .
وعن معاذ - رضى الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إنى لأحبك فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك رواه أبو داود.
-التسبيح برقم بعد الصلاة
ومن التسابيح التي وردت مقيدة بأرقام ماورد في التسبيح بعد الصلوات المفروضة وفى هذا النوع من الاستغفار والتسبيح ما علق الفضل فيه على عدد معين فينبغي تحصيل هذا العدد والتزامه وذلك كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلوات الخمس وكبعض أذكار الصباح والمساء المقيدة بعدد معين.
قال الحافظ ابن حجر إن مراعاة العدد المخصوص فى الأذكار معتبرة وإلا لكان يمكن أن يقال لهم: أضيفوا لها التهليل ثلاثا وثلاثين وقد كان بعض العلماء يقول: إن الأعداد الواردة كالذكر عقب الصلوات إذا رتب عليها ثواب مخصوص فزاد الآتى بها على العدد المذكور لا يحصل له ذلك الثواب المخصوص لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة ذلك العدد.
وجاء في الأحاديث الصحيحة يقول النبي عليه الصلاة والسلام: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر..
فالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير من أسباب حط الخطايا وقال عليه الصلاة والسلام: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقال عليه الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فينبغي لكل مؤمن وكل مؤمنة الإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ففي ذلك خير عظيم وهو من أسباب تكفير الخطايا وحط السيئات ومضاعفة الحسنات.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سبح الله دبر كل صلاة - يعنى المكتوبة - ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر هذا فضل عظيم .
ويذهب جمهور العلماء إلى أن الزيادة في الأرقام المرتبطة بذكر الله أو استحداث أرقاما جديدة أو التقيد فيما لم يرد فيه نص فإنه بدعة.
روى مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَات ثَلَاثَ مَرَّات لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ) .
وروى ابن حبان عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ: ( مَاذَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ ؟ ) قَالَ : أَذْكُرُ رَبِّي قَالَ: ( أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْء وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْء وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ ) .