الأمة الإسلامية تودّع الداعية مجاهد اليابان

الثلاثاء, 03 أغسطس 2021

100 ألف شخص أسلموا على يديه وساهم في بناء مئات المساجد.. 
الأمة الإسلامية تودّع الداعية مجاهد اليابان

ودّعت تركيا ومعها الأمة الإسلامية الداعية نعمة الله خليل إبراهيم يورت إلى مثواه في مقبرة أيوب سلطان بمدينة إسطنبول بعد مشوار حافل قضاه في نشر الدعوة الإسلامية في كثير من بلدان العالم وعلى رأسها اليابان حيث اعتنق الإسلام على يديه أكثر من 100 ألف شخص.
نعمة الله خليل إبراهيم يورت الذي توفي عن عمر يناهز 90 عاماً بسبب قصور في القلب خلال تلقيه العلاج في أحد مستشفيات إسطنبول ساهم من خلال أنشطته الدعوية والإرشادية في اعتناق آلاف الأشخاص للدين الإسلامي في أوروبا واليابان.
وُلد الداعية نعمة الله خليل إبراهيم يورت المعروف لدى الجمهور باسم نعمة الله خوجة عام 1931 في منطقة طاشوفا بولاية أماسيا التركية (شمال) لأبوين تركيين هما إبراهيم وخاتون يورت.

رحلة الداعية نعمة الله
في سن مبكرة بدأ نعمة الله المشاركة مع والده في جلسات العلماء فيما بدأت أخته فاطمة بتدريس القرآن في دورات جرى تنظيمها لهذا الغرض بولاية أماسيا.
عمل مؤذناً في جامع السلطان أحمد في إسطنبول عام 1955 وشغل منصب نائب عن الإمامين الشهيرين محمد أوكوتجي (كوننلي محمد أفندي) وسيد شفيق أرواسي قبل أن ينتقل إلى مكة المكرمة بصحبة والده الذي تقاعد وقتئذ من رئاسة الشؤون الدينية في تركيا.
أقام في مكة المكرمة لمدة 33 عاماً حيث درّس في مسجد حي الأشراف الذي يقع بالقرب من جبل النور قبل أن يتوجه لاحقاً إلى اليابان بناءً على دعوة جاءت من هناك وأصبح الإمام الأول للمركز الإسلامي الياباني.
افتتح نعمة الله خوجة مئات الجوامع والمساجد في اليابان التي أقام فيها أكثر من 20 عاماً وأصبح يُعرف هناك باسم مجاهد اليابان لأنه ساعد الآلاف من الناس من مختلف الجماعات الدينية على اعتناق الإسلام.
تمكن نعمة الله خوجة الذي كان يتحدث 6 لغات من توزيع 20 ألف مصحف في الصين عام 1981 وزار أكثر من 50 دولة خلال حياته التي كرسها لنشر الإسلام كما افتتح مئات المساجد في أنحاء مختلفة من العالم.


100 ألف شخص اعتنقوا الإسلام على يده
ولفت عمر فاروق أوجاق زاده أحد أصدقاء الراحل إلى أن الداعية نعمة الله خوجة كان يسعى في خدمة حجاج الرحمن في مكة المكرمة وأنه كان يتحدث التركية والعربية والفارسية والأردية واليابانية والإنجليزية لدرجة تمكنه من الدعوة إلى الإسلام والتواصل مع متكلميها بسهولة.
زاد: أراد نعمة الله خوجة توصيل الإسلام إلى أبعد مدى وإيصال هذه الدعوة إلى كافة الناس في العالم. كان يشعر بالحزن ويقول: كيف سأنظر إلى وجه النبي يوم القيامة. كان لزاماً عليّ إيصال دعوة الإسلام إلى كل شعوب العالم .
أوضح أوجاق زاده أن نعمة الله خوجة تمكن من بناء 401 مسجداً ومصلى في اليابان من خلال جهود استثنائية بذلها في هذا البلد كما تمكن من الظهور على بعض القنوات التلفزيونية في اليابان وكان وسيلة لاعتناق أكثر من 100 ألف شخص للإسلام.
وقبل 6 أشهر تدهورت حالته الصحية ليتم نقله إلى مستشفى جنكل كوي الحكومي في إسطنبول حيث خضع لمرحلة طويلة من العلاج قبل أن توافيه المنية في المستشفى السبت الماضي (31 جويلية).
وأقيمت يوم الأحد صلاة الجنازة على جثمانه في مسجد الفاتح قبيل مواراته الثرى في مقبرة أيوب سلطان .