أفغانستان.. أربعون سنة من الموت

الثلاثاء, 14 سبتمبر 2021

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة
أفغانستان.. أربعون سنة من الموت
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه تم خلال مؤتمر للمانحين بجنيف التعهد بأكثر من مليار دولار لمساعدة أفغانستان وأكد تلقي ضمانات من حركة طالبان بشأن العمل الإنساني وحماية الموظفين الأمميين في حين حذرت مسؤولة أممية من أن أفغانستان على شفا كارثة إنسانية.
ق.د/وكالات
قال غوتيريش -في مؤتمر صحفي في ختام مؤتمر وزاري لجمع المساعدات لأفغانستان- إنه لم يتضح بعد المبلغ الذي ستحصل عليه الأمم المتحدة من جملة المبالغ التي تعهد بها المؤتمر لكنه تحدث عن قفزة نوعية في الالتزامات الدولية بمساعدة أفغانستان.
وأضاف أن على المجتمع الدولي إيجاد طرق لضخ السيولة في الاقتصاد الأفغاني لتفادي انهياره محذرا من أن هذا الانهيار ستكون له تداعيات وخيمة على المجتمع الأفغاني وعلى استقرار المنطقة.
وتابع أنه يتعين على الأمم المتحدة البقاء في أفغانستان لتقديم المساعدة رغم كل الصعوبات مشيرا إلى أن المنظمة الدولية تضطلع بدور قيادي في مساعدة الشعب الأفغاني.
وكان المؤتمر -الذي عقد ليوم واحد بمقر الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا- يستهدف جمع 600 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لنحو 11 مليون أفغاني خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
*ضمانات من طالبان
وقال غوتيريش -في ختام مؤتمر المانحين- إن حركة طالبان التزمت بضمان وصول الأمم المتحدة إلى كل أفغانستان واستجابت لمخاوف المنظمة بشأن أمن موظفيها مضيفا أنه يستحيل توفير المساعدة الإنسانية في أفغانستان من دون التواصل مع حركة طالبان في هذه المرحلة .
وأكد أن الأمم المتحدة فتحت قنوات مع طالبان كما أكد ضرورة الانخراط في مباحثات مع حركة طالبان تشمل جميع الجوانب بما فيها الإرهاب وحقوق الإنسان.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف إن أفغانستان تعيش إحدى أسوأ الأزمات الغذائية في العالم مشيرا إلى أن هناك حاجة لتعزيز المساعدات الإنسانية وتوفير جسر جوي يصل إلى مناطق عدة في البلاد مشددا على ضرورة السماح لموظفي الأمم المتحدة بالقيام بدورهم في أفغانستان من دون تخويف.
وأكد أن حركة طالبان تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة لتقديم الإغاثة للشعب الأفغاني.
وكشف مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن أنه تلقى خطابا من حركة طالبان بشأن ضمانات من الحركة لحقوق الإنسان وحرية وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان.
*على شفا كارثة
على الصعيد الإنساني أيضا قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان ليندا توم للجزيرة إن الوضع في البلاد على شفا كارثة إنسانية.
وأضافت توم أن هناك حاجة إلى مساعدات إغاثية ملحة مشيرة إلى أن نصف الشعب الأفغاني بحاجة إلى مساعدات.
وتابعت أن المساعدات الغذائية الموجهة للأفغان ستنضب في أكتوبر المقبل مشيرة إلى أن كثيرا من الأنشطة الإغاثية تعطلت لانعدام الأمن في أفغانستان.
كما قالت إن الأفغان سيشعرون أكثر بوطأة الأزمة الإنسانية خلال الشتاء المقبل.
*مساعدات أمريكية
وبالتزامن مع مؤتمر جنيف أعلنت الولايات المتحدة تقديم نحو 64 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب الأفغاني.
وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية -في بيان إن هذا التمويل سيتم عبر منظمات مستقلة مثل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وتعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باستمرار تقديم المساعدات للشعب الأفغاني عبر منظمات غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان أفغانستان كانوا يعتمدون على المساعدات قبل سيطرة طالبان على البلاد.
وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية من احتمال ارتفاع هذا العدد بسبب الجفاف ونقص الغذاء والسيولة النقدية فضلا عن توقف المنح المالية الأجنبية عقب سيطرة طالبان على الحكم.
*بلينكن: انهيار القوات الأفغانية كان مفاجئا
من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن إدارة الرئيس جو بايدن تفاجأت من الانهيار السريع للقوات الأفغانية.
جاء ذلك خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب حول أفغانستان حسبما نقل موقع قناة ABC News الأمريكي.
وقال بلينكن: أكثر التقييمات تشاؤما للوضع على الأرض لم تتنبأ بأن القوات الحكومية في كابل ستنهار .
وأضاف: كما قال الجنرال ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة لا شيء رأيته أنا أو أي شخص آخر يشير إلى انهيار هذا الجيش وهذه الحكومة في 11 يوما .
كما أشار أنّ أي تفكير في استمرار بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان لم يكن ليصبح مفيدا .
وأردف قائلا: ذهبنا إلى أفغانستان من أجل عدم تكرار هجمات مثل هجمات 11 سبتمبر وبعد 20 عاما من وجودنا هناك حان وقت الانسحاب. قضينا على القاعدة وقتلنا زعيمها بن لادن .
وفي السياق أوضح بلينكن إلى أن الإجلاء الطارئ من أفغانستان تأثر بالانهيار المفاجئ للقوات الأفغانية مشيرا إلى اعتماد خطط بديلة للإجلاء بتأمين المطار وتأسيس جسر جوي في ظرف قياسي.
ومنذ إعلان حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان منتصف اوت الماضي تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من إجلاء حوالي 123 ألف شخص غالبيتهم من الأفغان.