تسويق أدوات مدرسية تهدّد صحة وأخلاق الأطفال

الاثنين, 27 سبتمبر 2021

أمراض خطيرة وإلهاء عن التعليم 
تسويق أدوات مدرسية تهدّد صحة وأخلاق الأطفال 

تشكل الأدوات المدرسية أول خطوة يهتم بها الأولياء مع افتتاح العام الدراسي وفي خضم اقتناء الأدوات المدرسية والميزانية التي تتطلبها ارتأينا التنبيه إلى نقطة هامة وهي ضرورة الانتقاء الجيد لها لاسيما في ظل عرض أنواع بعيدة عن الاستعمال التربوي فبعضها تشبه الألعاب ومنها ما تحرض على العنف ناهيك عن تلك التي تصنع من مواد مجهولة تشكل خطورة على صحة الطفل.
نسيمة خياجة 
اصطفت الأدوات المدرسية بمختلف أشكالها وألوانها وانتشرت معها المخاطر بحيث تم عرض أدوات تشبه إلى حد بعيد الألعاب كالسيارات والدمى ومختلف المجسمات التي يلهو بها الأطفال ما ينبئ بانشغال الطفل وتشويش تفكيره ولهوه عن الدراسة.
كما أن بعض المواد تدخل في تصنيع بعض أنواع الأدوات كالأقلام والأوراق والكراريس ولا تخضع للضوابط والشروط الصحية مما يعرض الأطفال إلى الخطر ودون هذا وذاك هناك أدوات تشجع على العنف اتخذت أشكال المسدسات والخناجر ما من شأنه التأثير على سلوكيات الأطفال وتنشئتهم.

أدوات بأشكال غريبة 
انتشرت خلال هذه السنة أشكال غريبة للأدوات التي تنوعت وأصبحت بعضها تخرج عن الغرض الأساسي الذي يرتكز على استعمالها كأدوات تعليمية بحيث تشبه الألعاب وبعضها يغرس العنف في نفوس الأطفال بعد ان اتخذت أشكال المسدسات والسيارات والسكاكين ومنها ما اتخذت أشكال مواد التجميل ونجد الامر ظاهرا بقوة خاصة في تلك المخصصة للبنات ما قد يمهد لانحراف سلوكاتهن وهن في سن صغيرة.
وعلى العموم معظم تلك الانواع نجد فيها مغالاة في التنميق واتخذت أشكالا للرسوم المتحركة مما يجعل غايتها اقرب إلى اللهو والتسلية عنه إلى الدراسة وينصح المختصون بضرورة تجنب تلك الأدوات واعتماد البساطة في انتقاء أدوات الأطفال.
وفي جولة لنا إلى بعض الأسواق لاحظنا ارتفاع السعر بشكل ملفت للانتباه لتلك الانواع المنمقة وفيما يرضخ بعض الأولياء كرها لارادة أطفالهم في اقتنائها يرفض آخرون رفضا قاطعا شراء أدوات على شكل لعب تلهي أبناءهم عن نهل العلم والتعلم.
تقول السيدة مروة إن الأدوات تنوعت وتعددت سلبياتها ومع على الاولياء الا انتقاء الجيد من السيء لعدم المساهمة في انشغال ابنائهم وابعادهم عن الدراسة في الاقسام ورأت ان هناك مغالاة كبيرة في التنميق حتى انحرفت تلك الأدوات عن غرضها التربوي وهدفها التعليمي ناهيك عن بعض الأنواع التي تخاطر بالصحة. 

أدوات تخاطر بصحة الأطفال 
عند اختيار الأدوات المدرسية الخاصة بالطفل لا بد من مراعاة بعض الأمور والمعايير الهامة وتجنب اختيار أدوات مدرسية تشكل خطورة على صحة الطفل ووجب على الأولياء الحرص على تأمين أطفالهم من أي مخاطر قد يواجهونها خلال تواجدهم في المدرسة عن طريق الانتقاء الجيد للأدوات لأن هناك مجموعة من الأدوات المدرسية تشكل خطورة على صحة الطفل فمن المهم تحري الدقة في اختيار الأدوات الصحية من خلال بعض المواصفات التي يجب مراعاتها أثناء شراء هذه الأدوات.
من ضمن الأدوات المدرسية التي تشكل خطورة على صحة الطفل حقيبة الظهر حيث يُنصح بتجنب الحقائب التي تحتوي على مادة الفينيل أو البولي فينيل كلوريد أو البلاستيك رقم 3 أو حقائب الظهر اللامعة.
يجب الابتعاد عن الحقائب المدرسية المدون عليها حرف V فعادةً ما تكون مصنوعة من الفينيل والرصاص ونسب كبيرة من الفثالات والتي تزيد فرص الإصابة بحساسية الصدر والسكري والبدانة واضطراب الغدد الصماء.
يجب عند اختيار الحقيبة المدرسية اختيار واحدة مصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن أو الألياف الصناعية مثل: النايلون أو البوليستر بدلًا من المواد التي ذكرناها سابقًا.
كما يجب الانتباه إلى الحلقات المعدنية في المجلدات التي عادة ما يتم تصنيعها تلك الحلقات المعدنية التي تربط بين أوراق المجلدات من الفثالات وقد يتعرض الطفل للخطر لأنه يضع يده في فمه بعد الإمساك بهذه الحلقات المعدنية ولذلك:
يوصى باختيار المجلدات التي تحتوي على حلقات ربط مصنوعة من مواد آمنة مثل: الخشب أو البلاستيك الآمن.
يمكن التأكد عن طريق البحث عن الرموز المدونة في تلك المدونات وتجنب أي منتج يحتوي على رقم 3 أو حرف V اما فيما يخص الأوراق والدفاتر
يفضل اختيار المواد الورقية التي تم تدويرها بدون استخدام غاز الكلور الذي يستخدم ليجعل الورق ناصع البياض فالمظهر خادع ويخفي وراءه الكثير من المخاطر ويؤدي لتلوث الهواء الذي يتنفسه الطفل والبيئة من حوله.
ولذلك فإن المنتجات الورقية المكتوب عليها (PCF) هي المعالجة من دون كلور وتم تصنيعها من المواد التي أعيد تدويرها وتم تبييضها بدون استخدام الكلور.
كما أن المنتجات الورقية المكتوب عليها (TCF) هي مواد خالية تمامًا من الكلور ولكنها غير مصنوعة من المواد التي أعيد تدويرها.
ألوان الشمع كذلك تعد هي الأخرى من ضمن الأدوات المدرسية التي تشكل خطورة على صحة الطفل لأنها تحتوي على مادة الأسبستوس  (Asbestos) وهي مادة لها العديد من المخاطر على الصحة ويمكن أن تضر الرئة وتسبب السرطان وخاصةً سرطان الرئة.
تم تحريم هذه المادة دوليًا ولكن بعض الدول العربية ما زالت تستخدمها لرخص ثمنها وبالتالي فإن استخدام الأطفال لها يعرضهم لمخاطر جسيمة.
يجب التحقق من وجود ملصق (AP) الصادر عن معهد الفن والمواد الإبداعية والذي يشير إلى أن المواد المستخدمة في صنع هذه الأقلام ليست سامة.
ويجب البحث عن عبارة (children s product certificate) والتي تشير إلى اجتياز هذا المنتج لاختبار معايير الأمان.
ينصح باختيار الأقلام المصنوعة من 100 بالمائة شمع نقي طبيعي وغير سام حتى يكون الطفل بعيدًا عن مخاطر هذه المواد. 
أقلام التحديد يمكن اعتبارها من ضمن الأدوات المدرسية التي تشكل خطورة على صحة الطفل وذلك لأن بعض الشركات تستعمل مواد خطيرة ومسرطنة في تصنيع أقلام التحديد والتي تسبب الإصابة بالسرطان واضطرابات في وظائف الكلى والكبد كما يمكن أن يسبب البنزين الموجود في هذه الأقلام مشكلات في التنفس على المدى القصير كما يؤدي إلى الدوخة والصداع والنعاس.
يوصى بالبحث عن الأنواع المدون عليها (AP) الاقرب إلى الاستعمال الآمن.


مستلزمات الرسم والتلوين
كما يحذر استخدام أي مواد تلوين مدون عليها ملصق تحذيري (CL) لأن هذا يشير لاحتوائها على مكونات ضارة ويفضل اختيار المنتجات التي تحتوي على ملصق (AP) أي منتج معتمد أو (CP) أي منتجات حاصلة على شهادة الأمان أو (HL) أي منتجات صحية ولكن لا تضمن هذه الملصقات خلوها التام من المواد الكيميائية الضارة ولذلك يجب أن يحرص الطفل عند استخدامها.
كما ينصح الاطباء على ضرورة غسل الطفل ليديه جيدًا بعد استخدام هذه الأدوات وقبل أن يتناول الطعام لتجنب مختلف المخاطر .


مصطفى زبدي:  أدوات مدرسية مسرطنة في الأسواق  
حذّر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي من وجود بعض الأدوات المدرسية المسرطنة على مستوى الأسواق مع احتمالية توسع نطاق انتشارها بسبب الطلب الكبير عليها تزامنا والدخول المدرسي.
وكشف زبدي في تصريح سابق لوكالة الأنباء الجزائرية أن العجينة والممحاة الملونة والأقلام المعطرة على رأس الأدوات التي لا تستجيب لمعايير الصحة والسلامة. وأضاف أن الأمر يتعلق بمنتجات تفتقر إلى الجودة عادة ما تباع في السوق الموازية بأسعار زهيدة نسبيا مقارنة بالمنتجات ذات العلامة التجارية .
وجدد زبدي مطالبة الوصاية بالمراقبة المستمرة للأدوات الموجهة للأطفال والمتمدرسين قبل نزولها للأسواق.