حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا

الأحد, 17 أكتوبر 2021

هذا أفضل ما تحيي به مولده
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا
يستعد المسلمون لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف التي تهل خلال ساعات بما يمتلكونه تعبيرًا عن حب النبي صلى الله عليه وسلم ويتساءل الكثير من الناس عن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي في كل عام وبالرغم من أفضلية هذا الاحتفال وأثره المبارك علينا إلا أن الكثير يتجاهلون سنن اتباع النبي والانطلاق من يوم مولده لتغيير حياتنا إلى الأفضل فالاتباع هو الاقتداء والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والأقوال والأفعال والتروك مع توفر القصد والإرادة في ذلك كله. ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب: 21.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. متفق عليه .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّه كل شيء حتى الجمادات: الجذع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عليه لما اتخذوا له منبراً حن الجذع وبكى لفراق الحبيب عليه الصلاة والسلام.
ولكن للحب علامات وحقوق فللنبي الكريم - صلى الله عليهوسلم  - حقوق على أمته وهي كثيرة منها:
أولًا: الإيمان الصادق به - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه فيما أتى به: قال - تعالى -: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنٌّورِ الَّذِي أَنزَلنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ}[سورة التغابن]. وقال - تعالى -: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ}[سورة الأعراف]. وقال - تعالى -: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَّحمَتِهِ وَيَجعَل لَّكُم نُورًا تَمشُونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[سورة الحديد]. وقال - تعالى -: {وَمَن لَّم يُؤمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعتَدنَا لِلكَافِرِينَ سَعِيرًا}[سورة الفتح]. وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: [أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُؤمِنُوا بِي وَبِمَا جِئتُ بِهِ] رواه مسلم.
والإيمان به - صلى الله عليه وسلم - هو: تصديق نبوته وأن الله أرسله للجن والإنس وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان بأنه رسول الله فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة باللسان ثم تطبيق ذلك العمل بما جاء بهº تمَّ الإيمان به - صلى الله عليه وسلم -.
ثانيًا: وجوب طاعته - صلى الله عليه وسلم - والحذر من معصيته: فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعتهº لأن ذلك مما أتى به قال - تعالى -: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوا عَنهُ وَأَنتُم تَسمَعُونَ}[سورة الأنفال]. وقال - تعالى -: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا...}[سورة الحشر].وقال - تعالى -: {فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}[سورة النور]. وقال - تعالى -: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنَّات تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ * وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}سورة النساء.
وعَن أَبَي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: [مَن أَطَاعَنِي فَقَد أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن عَصَانِي فَقَد عَصَى اللَّهَ]رواه البخاري ومسلم. وعَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: [كُلٌّ أُمَّتِي يَدخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى] قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَن يَأبَى قَالَ: [مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَن عَصَانِي فَقَد أَبَى] رواه البخاري.
ثالثًا: اتباعه - صلى الله عليه وسلم - واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه: قال - تعالى -: {قُل إِن كُنتُم تُحِبٌّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[سورة آل عمران]. وقال - تعالى -: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ}[سورة الأعراف]. فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته قال - صلى الله عليه وسلم -: [مَن رَغِبَ عَن سُنَّتِي فَلَيسَ مِنِّي] رواه البخاري ومسلم.
رابعًا: محبته - صلى الله عليه وسلم - أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين: قال - تعالى -: {قُل إِن كَانَ آبَاؤُكُم وَأَبنَآؤُكُم وَإِخوَانُكُم وَأَزوَاجُكُم وَعَشِيرَتُكُم وَأَموَالٌ اقتَرَفتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إِلَيكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَاد فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ}[سورة التوبة]. وعَن أَنَس قَالَ قَالَ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم -: [لَا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِن وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ] رواه البخاري ومسلم.
ولما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنتَ أَحَبٌّ إِلَيَّ مِن كُلِّ شَيء إِلَّا مِن نَفسِي فَقَالَ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم -: [لَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيكَ مِن نَفسِكَ] فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لَأَنتَ أَحَبٌّ إِلَيَّ مِن نَفسِي فَقَالَ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم -: [الآنَ يَا عُمَرُ]رواه البخاري.
خامسًا: احترامه وتوقيره ونصرته: كما قال - تعالى -: {لِتُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ... }[سورة الفتح]. وقال - تعالى -: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[سورة الحجرات]. وقال - تعالى -: {لا تَجعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاءِ بَعضِكُم بَعضًا... }[سورة النور]. وحرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته وتوقيره لازم كحال حياته وذلك عند ذكر حديثه وسنته وسماع اسمه وسيرته وتعلم سنته والدعوة إليها ونصرتها.
سادسًا: كثرة الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -: قال الله - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلٌّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلٌّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيمًا}[سورة الأحزاب]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: [مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ بِهَا عَشرًا] رواه مسلم.