قسوم: معهد ابن باديس ثكنة لأجيال المستقبل

السبت, 30 أكتوبر 2021


جمعية العلماء تحيي ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر
قسوم: معهد ابن باديس ثكنة لأجيال المستقبل


قال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرزاق قسوم إنه إذا كانت الثكنات العسكرية تعد الجنود لصنع المستقبل فمعهد الإمام ابن باديس هو الثكنة الثقافية التي أعدت الأجيال للمستقبل الفاضل باعتباره وسيلة فعالة من وسائل الإعداد للفاتح من نوفمبر مؤكدا على أن معهد بن باديس كان له دور أساسي في انفجار العمل المسلح واندلاع ثورة التحرير المجيدة.
وصرّح قسوم في كلمة الافتتاح التي ألقاها في الندوة الفكرية التاريخية التي نظمتها جمعية العلماء المسلمين بمناسبة الذكرى السابعة والستين لاندلاع الثورة التحريرية أمس السبت تحت عنوان: معهد الإمام ابن باريس ودوره في الثورة التحريرية بنادي الترقي بالجزائر العاصمة أن: جمعية العلماء أنشئت وسط بيئة قاحلة جدباء في عالم من الجهل والتخلف.. فجاء المعهد ليفتّح أعيننا على عالم جديد وأيقظ عقولنا من سبات التخلف فأحياها بالوعي ولم يكن يكتفي فقط بتقديم المادة العلمية بل كان يحرص على الالتزام الخلقي والديني واللباس التقليدي إضافة إلى المحافظة على الصلاة الجماعية التي كانت تقام بإمامة أحد العلماء بالتناوب .
وأضاف رئيس الجمعية: عندما وصلت إلى المعهد في 1951 اكتشفت حياة جديدة تحمل معنى المواطنة ما يمثل التنوع الإقليمي داخل الوحدة الوطنية التي تميزها الأخوة الوطنية الدينية.
وقد نجحت جمعية العلماء في بناء مجتمع جزائري ناشئ معتمدة على منهج متكامل لإعداد الطلبة وتكوينهم.
من جانبه قال الأمين العام للجمعية كمال بوسنة: نحتفل بذكرى يوم أطلقت فيه أول رصاصة لطرد أبغض استدمار عرفته الإنسانية بعد محاولاته هتك الأعراض وطمس الهوية الجزائرية مؤكدا أن الجهاد ما يزال مستمرا يحمل راية الجزائر لتحريرها ثقافيا واقتصاديا من الاستعمار الذي خرج مطرودا محاولا الارتباط بالجزائر بشتى الوسائل الحديثة تاركا آثاره .
من جهته صرح الشيخ نصر الدين سعيدوني أن: هذا المعهد بث الروح في ثورة وطنية حضارية وكانت له اليد الأولى في الثورة الجزائرية وأول من سقطوا شهداء فيها كانوا طلبة ودارسين في هذا المعهد . 
وفي إشارة واضحة إلى ضرورة استكمال استقلالنا باستعادة البلاد سيادتها اللغوية في ظل الهيمنة الشاملة للغة الفرنسية أضاف سعيدوني: بقي الجهاد الأكبر وهو استقلال الجزائر الفكري الثقافي فرغم أن ثقل 132 سنة الاستعماري قوي إلا أن جمعية العلماء ساهمت في بناء الذات في هذه الظروف الصعبة.
أما الباحث والمؤرخ محمد الهادي الحسني فتطرق إلى إسهامات المعهد في الثورة والدور الذي لعبه الاستعمار في مسح الأمة الجزائرية ومحوها من التاريخ قائلا: منذ عام 1572 وفرنسا تنظم مخططا لمحو الأمة لكن كي تمحي أمة يجب أن تمحي خصائصها.
من جهته قال الدكتور مولود عويمر في مداخلته: كانت فرنسا تمنع الطلبة الجزائريين من الهجرة إلى المشرق العربي فكان معهد ابن باديس خير داعم فكري لهم في الجزائر.
وفي ختام الندوة كرمت الجمعية أحد أعمالها الشيخ محمد دراجي لما قدمه من جهود لخدمة الجمعية وأهلها وترقيتها . كما تم توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة 90 بمناسبة مرور 90 عام على تأسيس الجمعية.


ريمة لقرع