الاحتفال برأس السنة الأمازيغية.. وفاء للعادات والتقاليد الموروثة

الثلاثاء, 10 يناير 2023


الاحتفال برأس السنة الأمازيغية..
وفاء للعادات والتقاليد الموروثة
 
يعتبر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية (12 يناير) بسوق أهراس وفاء للعادات والتقاليد الموروثة واستبشارا بموسم فلاحي ممطر ووفير.
واستنادا لعثمان منادي أستاذ التاريخ بجامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس فإنّ موائد عديد العائلات السوقهراسية لاسيما تلك القاطنة بالمناطق الريفية لا تخلو في رأس السنة الأمازيغية من أطباق الكسكسي و(الملوخية) و(العصيدة) باختلاف أنواعها ومذاقها وهو ما يرمز إلى التآزر والتضامن وإلى ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه .
وبعدما أوضح أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يمثل فاصلا زمنيا ومناخيا بين فترتين وأيضا بمثابة بداية سنة فلاحية جديدة اعتبر ذات الأستاذ أن هذا الموعد الذي تحتفل به كل ولايات الوطن يمثل في نفس الوقت امتدادا للفكر الإبداعي في الصناعات النسيجية والجلدية والحلي الفضية وما تحمله جميعها من علامات متشابهة ومن العادات الخاصة بإحياء يناير بهذه الولاية الحدودية أيضا هو أن تعمد النسوة إلى صنع أواني فخارية جديدة المتمثلة في قدر العائلة (البرمة) و(الطاجين) حسب ذات المتحدث.
من جهته أوضح الباحث في التراث الشعبي جلال خشاب من جامعة سوق أهراس أنه بحكم الامتداد الجغرافي لسوق أهراس المرتبط بمنطقة مداوروش وسدراتة والحدادة فإنّ طريقة الاحتفال بيناير تتمثل أيضا في الاهتمام بالموقد وما يتضمنه من أثافي (ثلاثة أحجار توضع عليها القدر فوق الموقد) يطلق عليها محليا المناصب حيث تحرك منصبة واحدة فقط لأجل وضع الحطب وكنس الرماد كما يقوم الرجل بذبح تيس بلون أسود بهذه المناسبة.


كرنفال أيراد ببني سنوس..
 يعد كرنفال أيراد من العادات والطقوس التي توارثتها الأجيال بمنطقة بني سنوس (ولاية تلمسان) للاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة المصادفة ل 12 جانفي من كل سنة للتعبير عن فرحتهم وتفاؤلهم بوفرة المنتوجات الفلاحية.
ويعود تاريخ هذا الكرنفال الذي تشتهر به مدينة بني سنوس و12 منطقة تابعة لها إلى 1250 سنة قبل الميلاد وهو يحمل عدة تسميات وطقوس احتفالية فسكان منطقة تفسرة يسمونه الشاخ وببني بحدل يسمى حمار الكرموس وبالخميس الأيرادية الكبرى حسب ما أبرزه لوكالة الانباء الجزائرية الأستاذ عبد الكريم بن عيسى من قسم الفنون بجامعة أبي بكر بلقايد لتلمسان.
كما تختلف الشخصيات والأقنعة المستعملة في هذه الاحتفالية التي يطغى عليها توزيع الفواكه والفواكه الجافة والمكسرات وباقي المنتوجات الفلاحية على سكان بني سنوس.
وذكر نفس المصدر أن الكرنفال عبارة عن عروض فرجة شبه مسرحية تقام في دروب وأزقة بني سنوس وتسمى أيرادية الدروب وطقوس أخرى تقام داخل المنازل وتسمى بـ أيرادية تدرت حيث تكون هذه المنازل مصممة بشكل هندسي تمكن للذين يلبسون الأقنعة من الدخول إلى فنائها والتظاهر بوسط بهوها إلى جانب قص القصص والروايات والنكت حول المناسبة على الحاضرين.
وتعني كلمة أيراد الأسد الذي يعد رمزا للقوة استنادا للسيد بن عيسى الذي أشار إلى أن سيرورة هذا الكرنفال ترتكز على صناعة شباب بني سنوس لأقنعة الحيوانات قبل عدة أيام من الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية ويلبسونها للتظاهر بها ليلة 12 يناير بحيث يلبس قناع الأسد الشاب الفائز في المبارزة مع شباب آخرين ويطلق عليه تسمية أمقران .
ويتضمن هذا الكرنفال كذلك تقمص امرأة تدعى المقدمة لشخصية القابلة وتقديم عروض حول ميلاد الأسد الصغير المسمى أمزيان وسط أجواء تعمها الفرحة والتفاؤل بوفرة المنتجات الفلاحية من طرف المشاركين في العرض وفق ذات المصدر وذكر السيد بن عيسى انه يتم قبل بدء الكرنفال صناعة بعض اقنعة الحيوانات ما عدا الذئب لأنه يرمز للمكر والخديعة ويرفض سكان بني سنوس التظاهر بهذا القناع لأنه يتنافى مع ما هو مألوف لديهم من قيم ومبادئ .
وأوضح من جهة أخرى ذات الباحث صاحب كتاب تراث ايراد الممارسة والتوظيف المسرحي أنه بجامعة تلمسان قام العديد من طلبة الماستر والدكتوراه في تخصص الفنون بإجراء دراسات حول المفهوم المسرحي والفني لـ أيراد .
خ. نسيمة / ق. م