ارتفاع أسعار النفط مرشح للاستمرار

الثلاثاء, 29 أغسطس 2023


خام البرنت قرب 85 دولارًا
ارتفاع أسعار النفط مرشح للاستمرار


ف. هـ
ارتفعت أسعار النفط أمس الإثنين لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي إذ طغت مخاوف نقص الإمدادات من كبار المنتجين على القلق من تراجع النمو الاقتصادي بينما يتوقع خبراء أن يستمر ارتفاع أسعار النفط وهو ما من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على خزينة الجزائر التي تعتمد أساسا على تصدير النفط.
واستهلّت الأسواق تعاملاتها الصباحية على تراجع طفيف مع استمرار قلق المستثمرين بشأن وتيرة النمو الاقتصادي في الصين واحتمال رفع أسعار الفائدة الأميركية مرة أخرى ما قد يضعف الطلب على الوقود.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها يوم الجمعة على ارتفاع بأكثر من 1 بالمائة بعد أنباء عن عزم السعودية تمديد خفض الإنتاج الطوعي البالغ مليون برميل شهرًا إضافيًا إلى أكتوبر.
وكانت أسعار النفط قد سجّلت خسائر للأسبوع الثاني على التوالي إذ تراجع الخامان القياسيان (برنت غرب تكساس) بنحو 0.37 بالمائة (0.32 دولارًا) و1.02 بالمائة(0.83 دولارًا) على التوالي.


تحليل أسعار النفط
جاءت خسائر أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي بعد أن قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن المصرف المركزي الأميركي قد يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لتهدئة التضخم الذي لا يزال مرتفعًا للغاية.
وارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكّرة قبل أن تقلص مكاسبها إذ أدى تحرك الصين لخفض رسوم الدمغة على تداول الأسهم إلى النصف لتعزيز الأسواق المتعثرة إلى ارتفاع الأسعار مؤقتًا.
وقال محلل السوق في آي جي توني سيكامور: لسوء الحظ بعد التخفيض المتواضع لسعر الفائدة من قِبل البنك المركزي الصيني الأسبوع الماضي فإن إعلانات بكين تعد بمثابة إجراء تدريجي آخر لن يغير تشاؤم المستثمرين تجاه الصين .
وأضاف سيكامور أن مؤشر مديري المشتريات الصناعي في الصين المقرر صدوره في وقت لاحق هذا الأسبوع من المرجح أن يكشف عن المزيد من الأخبار الاقتصادية القاتمة حول ثاني أكبر اقتصاد في العالم موضحًا أن مؤشر مديري المشتريات من المرجح أن يبقى في منطقة الانكماش للشهر الخامس على التوالي.


إمدادات النفط
قالت محللة السوق في سي إم سي ماركيتس تينا تنغ إن سيناريو الهبوط الناعم للاقتصاد الأميركي عزز أسواق الطاقة اليوم الإثنين على الرغم من الموقف المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة.
وفي الولايات المتحدة خفّضت شركات الطاقة عدد منصات النفط النشطة للشهر التاسع في أوت حسب ما ذكرت بيكر هيوز.
أيضًا تشكّلت العاصفة الاستوائية إداليا في منطقة البحر الكاريبي ويمكن أن تتحوّل إلى إعصار وتضرب فلوريدا.
وقال محلل أي جي سيكامور إنه من المتوقع أن يغيب الإعصار عن مراكز النفط والغاز في خليج المكسيك وإن التأثير الأكثر ترجيحًا هو انقطاع التيار الكهربائي لمدة يوم أو يومين مضيفًا أن ذلك ينبغي أن يشهد بعض الدعم على المدى القصير لأسعار النفط حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ومع ذلك فإن حديث تشديد الإمدادات على خلفية انخفاض مخزونات النفط وتخفيضات الإمدادات من قِبل تحالف أوبك+ لمنتجي النفط قد تآكل بسبب احتمالات تخفيف العقوبات على إيران وفنزويلا حسبما ذكرت إيه إن زد للأبحاث في مذكرة يوم الإثنين.
في المقابل يؤكد عدد من الخبراء أن الاتفاق النووي الإيراني الأميركي لن يكون له تأثير كبير في إمدادات النفط إذ إن المخزون العائم من النفط الإيراني انتهى وتنتج طهران حاليًا وتصدّر بطاقتها القصوى ومن ثم فإن أي اتفاق نووي لن يؤدي لزيادة مباشرة في صادراتها.
وتلقّت أسعار النفط دعمًا بعد أن أكد عدد من الخبراء -استطلعت منصة الطاقة آراءهم- أن السعودية أكبر مصدر للنفط من المرجح أن تمدد خفضًا طوعيًا للنفط بمقدار مليون برميل يوميًا للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر وسط حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات.