فضائل ذهبية لسورة النجم

الخميس, 28 مارس 2024

كنوز قرآنية في رمضان
فضائل ذهبية لسورة النجم
سورة النجم سورة مكية وعدد أياتها 62 وقد أنزلت تلك السورة بعد هجرة المسلمون الأولى للحبشة في العام الخامس من بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وسميت بسورة النجم بسبب بدايتها حيث يقول عز وجل في كتابه العزيز:
*سورة النجم وأسباب نزولها
ومن الثابت أنه كان هذا النجم له مكانة عظيمة في العالم القديم وكان قدماء المصريين يوقتون فيضان النيل بعبور الشعرى ويرصدونه ويرقبون حركاته وكان له استخدامات أخرى في أساطير الفرس وأساطير العرب وكان البعض يعبدونه من دون الله عز وجل..
بل أن الله سبحانه وتعالي أقسم بالنجم إذا سقط فهو مهما كان عظيمًا فإنه يهوي ويسقط ولا يجوز أن يكون النجم معبودًا لأن المولى عز وجل ثابت مرتفع دائم لا يتغير ولله عز وجل أن يقسم بما شاء من خلقه وليس لخلقه أن يقسموا إلا به عز وجل.
وقد روى عن العديد من الفقهاء أن سورة النجم عندما أنزلت على النبي عليه الصلاة والسلام وكان قد زوج ابنته أم كلثوم من عتيبة بن أبي لهب فجاء عتيبة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وتفل في وجهه وقال له طلقت أم كلثوم وكفرت بالنجم وبرب النجم فدعا صلى الله عليه وسلم عليه وقال: اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك وقد كان أبو طالب حاضرًا فقال لعتيبة ما أغناك عن دعوة بن أخي.
ومن المثير ان الله استجاب لدعوة النبي بشكل سريع ومباشر فقد كان عتيبة ذاهبًا في رحلة للشام فنزل في بعض الطريق فسمعوا صوت الأسد فقال عتيبة يا ويل أمي هو والله أكلي كما دعا محمد علي فقال لأصحابه أنيموني بينكم فجاء أسد فخطفه وهو نائم من بين أصحابه.
*سورة النجم وعتيبة بن أبي لهب
ومن فضائل هذه السورة كذلك أنها وردت قصة الإسراء والمعراج فيها  حيث يقول عز وجل في الآية الكريمة علمه شديد القوى ذي مرة فاستوى وهو في الأفق الأعلى وقد ورد في تفسير الآية الكريمة أن شديد القوى هو جبريل قد علم النبي عليه الصلاة والسلام القرآن وهو ملك ذو قوة مادية ومعنوية خارقة وقد استوى على هيئته الحقيقة بالأفق الأعلى أي بالسماء الدنيا حيث رآه النبي عليه الصلاة والسلام يسد الأفق بخلقه الهائل وكان ذلك في بداية نزول الوحي وقد نزل جبريل واقترب من النبي فكان قاب قوسين أو أدنى من النبي عليه الصلاة والسلام وهذا دليل على منتهى القرب فأوحى جبريل عليه الصلاة والسلام بما نزل به.
أما القول الآخر الذي ورد في تفسير تلك الآية الكريمة هو أن الضمير في قوله تعالى علمه يعود على النبي عليه الصلاة والسلام وأن الذي علمه هو المولى عز وجل شديد القوى ومحمد بالأفق الأعلى يعني في السماء السابعة ليلة الإسراء والمعراج.
ثم قرب محمدًا من ربه فزاد في القرب فكان أقرب ما يكون من ربه على بعد ما بين قوسين بل أقرب من ذلك فأوحى الله إلى عبده محمد ما لا يمكن وصفه وقد أجمع علماء التفسير إن محمدًا صلي الله عليه وسلم هو أقرب الخلق من الله عز وجل وروي في تفسير ثم دنا فتدلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد وصل لموضع فارقه فيه جبريل عليه السلام فلما فارقه جبريل انقطعت الأصوات من حوله فسمع كلام رب العالمين وهو يقول: ليهدأ روعك يا محمد ادن ادن.
وروي أن أحد أصحاب النبي رضوان الله عليهم قد سأله قائلًا يا رسول الله هل رأيت ربك قال صلى الله عليه وسلم رأيته نورا وقد قال ابن عباس في تفسير ما كذب الفؤاد ما رأى وقوله عز وجل ولقد رآه نزلة أخرى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد رأى المولى عز وجل بفؤادي مرتين.
*سورة النجم وسجود المسلمين والمشركين
ومن فضائل سورة النجم كذلك أنها رصدت سجود المشركين لرب العالمين اعجابا بقرآنه المنزل في سورة النجم حيث كان كفار قريش وهم عربًا يفهمون خطاب القرآن الكريم الذي أنزل بلسانًا عربي مبين وعندما أنزلت الآيات الكريمة كانوا جالسين بين المسلمين يسمعون كلام الله فأصبحوا كأن على رؤوسهم الطير وأخذ عليه الصلاة والسلام يرتل الآيات من سورة النجم وهي تنزل على قلوبهم كالصواعق تهزهم هزًا.
واستمرت حالة الخوف مسيطرة علي المشركين حتى بلغ النبي عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى فاسجدوا لله واعبدوا وكانت تلك الأية أول سجدة تنزل في القرآن الكريم فخر النبي عليه الصلاة والسلام ساجدًا وسجد معه كل كفار قريش الذين كانوا يستمعون إلا رجلًا واحد وهو أمية بن خلف وكان رجلًا متكبر فأخذ الرمال من الأرض وألقاها على جبهته وقال هذا يكفي.
ويقول بعض العلماء إن المشركين حين رجعوا لبيوتهم وعوتبوا من المشركين الآخرين لأنهم سجدوا لله عز وجل لما تلا علهم النبي عليه الصلاة والسلام فاسجدوا لله فحاولوا أن يبرروا ما فعلوا بكذبهم وادعائهم أنهم سمعوا الحديث المكذوب.