ابن باديس.. المدافع عن الهوية والوحدة الوطنية

السبت, 17 أبريل 2021


يعتبر رائد النهضة الإصلاحية 
ابن باديس.. المدافع عن الهوية والوحدة الوطنية


احتفى الشعب الجزائري أمس الجمعة بيوم العلم المصادف للذكرى الـ81 لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الإصلاحية الذي كرس حياته في الدعوة إلى التغيير الحقيقي الذي ينطلق من الفرد المتمسك بثوابت هويته والمحافظ على وحدة وطنه.
وبنى الشيخ ابن باديس دعوته الإصلاحية الرامية إلى الاعتدال بإزالة الفساد على أسس التغيير الإيجابي المبني على دراسة الواقع وتصحيح الاعتقاد وتعليم الفرد الجزائري وحفظ الهوية والوحدة الوطنيتين حيث كان يقول بهذا الصدد: لا بقاء لشعب إلا ببقاء مقوماته .
وقد انطلق في مشروعه الحضاري عام 1913 حين التقى بالحجاز مع رفيق دربه الشيخ البشير الإبراهيمي واتفقا على مباشرة الجهاد بسلاح العلم على جبهتين الاستعمار الفرنسي والمتاجرين بالدين وذلك من خلال تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي رأت النور عام 1931.
وكان الإمام يؤمن بقوة الإعلام في مسعى التغيير ولذلك أنشأ جريدة المنتقد عام 1925 وجعل شعارها الوطن قبل كل شيء والحق فوق كل أحد إلى جانب جرائد أخرى على غرار الشهاب والبصائر وذلك بغرض التأسيس ل ثورة فكرية -مثلما وصفها المفكر روجي غارودي- كانت مرجعا ودعامة لعدد كبير من قادة الثورة التحريرية وانعكست في بنود بيان أول نوفمبر.
وكان قوام هذه الثورة الفكرية ترسانة تعليمية متكونة -حسب بعض المراجع- من نحو 124 مدرسة يؤطرها 274 معلما وضمت حتى سنة 1954 حوالي 40 ألف تلميذ علاوة على إنشائه سنة 1947 بقسنطينة لمعهد ابن باديس الثانوي الذي كان يتولى تكوين المعلمين والطلبة .
وقد وقف هذا التيار التعليمي الذي كان موجها للأطفال والكبار المنحدرين من مختلف الشرائح الاجتماعية كسد منيع في وجه ممارسات المحتل الفرنسي وتصرفات الآباء البيض الرامية إلى استلاب الشعب وإحداث القطيعة بينه وبين هويته ورصيده الحضاري.
وقد أعطى الشيخ ابن باديس بعدا سياسيا واجتماعيا وثقافيا بارزا لمشروعه الإصلاحي من خلال إرساء أسس تعليم اللغة العربية وأصول الدين وتشجيع بروز العديد من الجمعيات الثقافية والرياضية.
وفي شهادة سابقة للسيد عبد الحق بن باديس شقيق العلامة المصلح والرئيس الشرفي لمؤسسته قال أن الإمام لم يكن يتردد في الجلوس إلى جميع الناس بكل فئاتهم مركزا على نشر العلم للكبار والصغار نساء كانوا أو رجالا وأضاف أنه أنهى تفسير القرآن الكريم سنة 1938 أي قبل سنتين من وفاته وكان يقدم يوميا ما لا يقل عن 15 درسا في تفسير القرآن وعلوم الدين .